هل أخبركَ سراً؟!

2 0 0
                                    


ظهرتْ صفحتها أمامه فجأة... فخطرتْ له على بال... فقرر أن يباغتها برسالة، وكان لم يحادثها منذُ مدةٍ طويلة...

قال: مساء الخير.
قرأتها ولم تجب مباشرة، ثم بعد دقيقة ربما أو أكثر قالت: تعرف...
قال: أعرفُ ماذا؟!
قالت: لاًولِ مرةٍ في حياتي لا أعرفُ كيف أرد على مساء الخير!!
قال: لِمَ؟!
قالت: حين يكون أقصى ما نتمنى أن نسمعَ حرفاً واحداً فقط، تصبحُ "مساء الخير" هذه تصيبنا بالدهشة، حين تأتينا هكذا فجأة.
قال: إمممم!!
قالت: حتى "إمممممم" هذه تصور افتقدتها بشدة.
قال: "كيفِك طيب؟!"
قالت: كل الطمأنينة لي... لك.
قال: سعيدٌ جداً أنكِ بخير.
قالت: هل أخبركَ سراً؟!
قال: تفضلي.
قالت: أكاد أرى عيونكَ الآن وأنتَ تقرأ.. وأسمعُ بحةَ صوتكَ، بل وأشاهد الأسئلة التي تدور في رأسك.
قال: ألهذه الدرجة أنا شفافٌ بالنسبةِ لكِ؟!
قالت: إن كنتُ أراكَ مغمضةً العينين، أفلا أراك بقلبي من خلف هذه شاشة؟!
قال: وهل لقلبكِ عيون؟!
قالت: لا، ولكن لعيوني قلبٌ أرى فيه.
قال: مدهش... لا تعييكِ الإجابةٌ مطلقاً.
قالت: دعكَ من الدهشة الآن وأخبريني "كيفكَ أنتَ؟!"
قال: وأنا أيضاً بخير طالما أنتِ بخبر.
قالت: جميل جداً أن تقرني معكَ بفعلٍِ واحد.
قال: وأنتِ أيضاً دعكِ من الاقتران، وأجيبيني.. عندي لكِ سؤال؟!
قالت: "بحب لما تسألني"
قال: لماذا عليّ كل مرة أن أبادر أنا؟!
قالت: لأنكَ رجل، وأنا امرأة لا تبادر بالسؤال ولو كانت تموت شوقاً...
قال: إذا تفضلين الموت شوقاً على المبادرة؟!
قالت: يكفيني أن أرى اللون الأخضر (on line) لأطمئن أنكَ بخير!!
قال: تراقبينني إذاًً!!
قالت: لا تغيب عن برج مراقبتي لحظة.
قال: غريبات أنتن النساء!!
قالت: نحن أبسط الأمور المعقدة في هذه الحياة وأجملها... وبالمناسبة أنا عندي لكَ سؤالٌ أيضاً.
قال: تفضلي!
قالت: أما زلت تحبها؟!
قال: من؟!
قالت: طيفك!!
قال بعد أنْ تريثَ قليلاً: لاًول مرةٍ في حياتي لا أعرف أنا أيضاً كيف أردُ على مساء الخير!!
ضحكت وقالت: أعجبني الجواب، ولكن أريد إجابة.
قال: لا يوجد عندي طيف؟!
قالت: أتعلم كلما كتبتَ نصاً عن الحب أدخل دون علمك إلى عقلك، وأحاول أن أعرف لمن الكلمات؟!
قال: هذه مشكلتك الأبدية معي... تظنين أنني دائماً أكتبُ لأحد!!
قالت: أوَلا تفعل؟!
قال: ليس دائماً!! أحيانا أكتبُ لنفسي.. وأحيانا كثيرة أكتبُ بالإنابة عمن لا يجيدون التعبير، وفي قلوبهم مشاعر لا تستطيع أن تبوح بها شفاههم أو تكتبها أقلامهم.
قالت: لماذا إذاً أشعرُ وأنا أقرأ نصوصكَ بأنّ هناك قصةَ حبٍ جديدة ربما تكون قد بدأت؟!
قال: هذا لا علاقة له بالواقع أبداً... هذا يعني فقط أنني نجحتُ في إقناعكِ من خلال الكتابة أنني واقعٌ في الحب.
قالت: قد لا تكون أقنعتني تماماً بهذه الإجابة، ولكنني أريدكَ رغم ذلك أن تعرف شيئاً واحداً فقط!
قال: ما هو؟!
قالت: أن وجودكَ في خريف عمري، ومرورك فيه قد حوله إلى ربيعٍ لفترة وجيزة... ولأجلِ ذلك أنا ممتنةٌ لروحك.
قال: إطراءٌ جميلٌ جداً أشكركَ عليه من أعماق قلبي.
قالت: ليس بالإطراء!! أنها مشاعر!!
قال: وأنا ممتنٌ أيضاً لهذه المشاعر... وأريد أن تعرفي شيئاً واحداً أيضاً!
قالت: ما هو؟!
قال: إذا التقينا أنا وأنتِ في يومٍ من الأيام وجهاً لوجه سأبوح لكِ بكل ما كنتِ تتوقين لسماعه مني ولم أخبركِ به.
قالت: إذا... ويوماً ما!! كلها أدوات شرط!!
قال: لا أحد يعلم ما الذي قد يحصل له!
قالت: صحيح، ولكنني أعلم بأنكَ قدر، لأن لا شيء في هذه الحياة يحصلُ صدفةً.
قال: إذاً تذكري يوماً ما سنلتقي.
قالت: لن أنسى أبداً، وسأقفُ على رصيفِ انتظاركَ من الآن...

على_العهد_باقون

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Oct 28 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

دردش مع فيصول حيث تعيش القصص. اكتشف الآن