حديث الاصابع

5 0 0
                                    

تخاطبني مستاءة ودمعة تنساب، روح تهطل وجسد يرتاب، أرتعش خشية، وأنطق ريبة وكأنها الظلمة بعد نور شديد. ينتفض خيالي وترتبك حواسي. أقترب خلسة فتبتعد قاصدة، أميل بجزعي ولها فتبعدني غضبا.. أتراها تعذبني بصمتها الزائل أم تسجنني بقبوي القذر.. في العراء تحت السماء ناشدت الإله إني سأحظى بها
معلقان كحبتي كرز على صبوة غصن، منتظران أن يقطفنا أحد. إني خائفة خذني إليك عانق خيبتي واحتوي كينونتي -رة
شوقي لك جعلني مليون قطعة صغيرة عندما تخاط معالم كلمة "شوق" في ذهننا، تنهمر العديد من الكلمات والمواقف لمساندتها أولها . المسافات تتواطأ مع الشوق، يتعاهدا مكرا وبهتانا، لكي يكويا قلب كل عاشق! النصيب يقف على حافة جرف وجها لوجه مع الشوق ويقول له نصيب كل عاشق أن ترميه ها هنا، ويشير بسبابته نحو الهاوية . - أما عن العادات والتقاليد فهي تقبض نصيبها من رضوة الشوق، فتزج كل عاشق بقفص الداخل له إما يخرج جثة هامدة أو مجنونا، بتهمة خيانة مبادئ الأولين !! - الحب كعادته هو منزو بطرف الغرفة الموحش يقبع هناك متلصصا بمكر على كل عاشق، لكن غاب عن ذهنه أنه هناك أحد يراقبه . لقد أمسك بالجرم المشهود، إقترب منه الشوق، وبكفه الخشن قبض على معصم الحب واعتصره، ثم خاطبه بنبرة متعالية شابها أمر • هل أنت معي أم معهم ؟ جمد الحب في مكانه وكأن قدرته على الحركة قد سلبت منه، لكن أسنانه أصدرت ضجيجا مزعجا لشدة اصطكاكها ببعضها البعض، وجسده ند عن رعشة، أما أنفاسه فقد تصارعت حد الإختلاج . لم يترك الشوق له مجالًا ليكنل صمته ف بادره بـ : هل فقدت لسانك فصرت أخرسا أم أن الغيرة التي سلبتك بصرك قد عادت لتكمل ما بدأت به !

عندما تذكر اللحظة التي فقأت بها عينيه، استجمع الحب شتات نفسه، كأنه خاف من نبرة الشوق التهديدية . نطق متلعثما : • أنا معك لكن ماذا سنفعل ؟! • أنا لن أفعل، بل أنت من سيفعل ! • إذا ماذا سأفعل ؟ • محض شيء بسيط لن تجد أي صعوبة في تنفيذه ! • ماهو ؟ بهم • تأجج المشاعر ! تنفث العنفوان في أوصالهم، وتنبت الشغف في أعينهم . ه لك ذلك، لكن عدني أن تتركني وشأني ! توقف المشهد، ومعه جمد كل ممثل إلا الشوق ! خطى ببطئ اقترب من حافة خشبة المسرح، اعتلى منصة الإلقاء، أمسك قلما وسطر بخطوط عريضة وريقة صفراء ثم كتب وكأنه يخاطب الجمهور: أنا لا أقتصر على البعد، ولا أبنى على المسافات، لیست العادات والتقاليد هي التي تقف خلفي وتساندني ولا النصيب من يحدد موعد حضوري ! أما عن الحب فيديه مربوطتان كما عينيه مسلوبتان، إنه ينفذ كل أمر يصدر عني، لقد تسربت إلى أعماقكم، تجرعتموني حد الثمالة، وللحد الذي قد يكون هناك عاشقان يمضيان جل وقتهما مع بعضهما البعض، لكن لا كلماتهم تنصف وتصف ما يقبع بدواخلهم ولا نبراتهم توصل ما أرادوا أن يقولوا . لذلك تبقى هناك فجوة بذواتهم وببذرتهم الأولى يطلق عليها أنا "الشوق"، فأنا الحالة التي يكون فيها العاشق فاقدا للقدرة عن التعبير عما يصول ويجول في خلده

أوقف يده ثم تابع - " مزق شوقك جوفي " لونها بقلم رمادي ثم أكمل . أنا الألم اللذيذ، الذي إن تجرعته أدمنته
رممته بما تبقى منها ،فخاط جناحيها بما ال اليه! محمد الغجر

دردش مع فيصول حيث تعيش القصص. اكتشف الآن