الفصل قبل الأخير : هل سنلتقي مجدداً ؟

511 38 11
                                    


كان صباحاً بارداً تعانق فيه السحب البيضاء إمتداد السماء ، كانت الأشجار تبدأ رحلتها في الموت الصامت بتناثر أوراقها البنية و الصفراء في كل مكان .

كان الخريف فصلك المفضل لسبب كنتِ تجهلينه عندما كنتِ طفلة لكن عندما كبرتي أدركتي أنها صفات مورثة من هاديس فهو كان يحب فصول الذبول و الموت بسبب ان زوجته الحبيبة برسيفوني تعود للعالم الآخر رفقته .

تخرجين إلى الشرفة بهدوء وانتِ تفكرين بعمق و تركيز شديدان ، نسيم الهواء البارد يضرب بشرتك العارية مخلفاً وراءه علامات انتعاش تسري في كافة جسدك و ترسمين ابتسامة دافئة .

حسناً يبدوا ان نعيم هذه الأيام على وشك الانتهاء لم يتبقى لدي وقت كثير للعودة ، أنا حقاً لا أريد مغادرة هذه المكان فأنا في قمة سعادتي لكن لا أحد سيستلم حكمي و يتوجب علي ضمان السيطرة الكاملة على قواي التي بدأت بالتمرد منذ فترة لا أريد أن أعرض أحداً للخطر بفعل إهمالي .

لكن حقاً تعبت من فكرة تولي الحكم إلى حين موتي أو اذا حدثت معجزة نادرة بوالدة وريث جديد لقوتي التي لا أعلم حقاً اذا كان هذا ممكن .

بقيت انظر للمكان من حولي في كل تفاصيله صحيح أنني الحاكمة لكنني حقاً لا أشبههم بشيء أنا أحب الشمس ، الطبيعة ، الحياة ، النجوم و الحرية . لطالما كنت هناك محاطة بالمستشارين و الخدم و لم يكن يسمح لي بأن أفعل ما أريده حتى ملابسي كان هناك من يختارها لي .

أنا سأموت وحيدة لا محالة حتى حب حياتي لن يكون متواجداً في جنازتي أو من الأساس لن يعرف انني مت .

أفكر في كثير من الأحيان أن أنفصل عن شوتا هو حقاً لا يستحق ان يعيش بهذه الطريقة كيف له أن يحب شخص ولا يتواصل معه او يراه الا اربع وعشرين يوماً في السنة كاملة ؟ لا أعتقد أن هذا اسلوب حياة جيد بالنسبة له خصوصاً اننا كبار و لم نعد مراهقين .

سيكون من الصعب إخباره برغبتي المرغمة بالانفصال حقاً لا أعلم ما الذي يجب ان أفعله ، لا أريد هذا أبداً لكن هل سيبقى يحبني إذا لم أكن متواجدة أمامه ؟؟

هززت رأسي لأزيح كل تلك الأفكار التي تأكلني من الداخل و استنشقت دفعة أكبر من الهواء كررت الشهيق و الزفير أكثر من مرة حتى صفى الضجيج الذي في رأسي .

نظرت للساعة و وجدت أن الصباح لا يزال في أوله لم استطع النوم بشكل مطمئن في هذه الليالي بفعل أن شوتا غادر لينام في السكن مجدداً بما أنه استاذ و مسؤول عكسي التي تركت الوظيفة و بقيت هنا . كان يرغمني على النوم الهادئ بفعل رائحة زهرة البنفسج التي تعانق جسده و ذراعاه الكبيران الذان كانا يمسكانني بإحكام .

هاديس || BNHA ( مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن