قبل أي حاجة ايه هو الدعاء؟
لو بنتكلم بالمعني الحرفي فا معناه ابِتهال، تضرُّع أو ما يُتوسَّل به إلى كبير أو عظيم.
لو بنتكلم عن معناه في الاسلام هو عبادة تقوم على سؤال العبد ربَّه والطلب منه.
-طيب هو انا لازم أدعي يعني ولا عادي؟
ده لازم و لازم و لازم, ده أمر
" وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ"
هو ربنا قال ايه؟ "عبادتي"... يعني الدعاء من العبادة!
و في حديث قال رسول الله صل الله عليه و سلم:" مَن لم يسألِ اللهَ يغضبْ علَيهِ."
-ادعي ب ايه؟ أصل انا مش عايز حاجة و مش لاقي حاجة أدعي بها
خد بالك اوعي تقول كده! احنا محتاجين ربنا دائما, مين بيرزقنا و مين وفرلنا كل النعم اللي احنا فيها دي؟ مش ربنا! و مين ماسلبهاش منك مع قدرته علي سلبها, نعم لا تعد و لا تحصي, مش ربنا بردو؟ ده أقلها هتدعي ان يا رب ادم علينا نعمك و احفظها من الزوال. هو انت مش محتاج ايه مش فاهم؟ مش محتاج تدخل الجنة؟ مش محتاج حياتك تتصلح؟ مش محتاج أي حاجة؟ مستحيل, فا اياك و جحود نعمة ربك... اياك تكون كفور!! ادعي بكل حاجة, حتي لو بالنسبالك تافهة... احنا بنحتاج ربنا في تفاصيل يومنا زي"يا رب الاقي مواصلة أركبها"
وكان بعض السلف يسأل الله في صلاته كل حوائجه حتى ملح عجينه وعلف شاته... متخيل!
-و ادعي ليه؟ مش كله مقدر و مكتوب!
يعني انت مكتوبلك انك هيحصلك حاجة فا اما تدعي ايه هيتغير صح؟
مبدأيا هيغير, ليه؟ عشان الدعاء هو سلاح المؤمن اللي بيواجه بيه الحياة. و الدعاء يغير الاقدار. و الدعاء له ثلاثة منازل :
1- يكون أقوي من البلاء فيدفعه
2- يكون أضعف من البلاء فينزل البلاء لكن أخف
3- يكون هو و البلاء بنفس القوة فيتصارعان حتي يغلب أحد منهما الاخر
و بالنسبة لأن كله مكتوب هو اه النتيجة مكتوبة بس ماتنساش ان السبب كمان مكتوب. مكتوبلك انك تاكل بس هل ده هيحصل لوحده ولا لازم تقوم تشوف أكل و تدخله جوا فمك؟ مثلا اه مكتوبلك تمرض بس يمكن مكتوبلك تخف من المرض ده أما هتدعي!
-طيب انا دعيت بس حاسس ان ربنا فهمني غلط
هحكي قصة بسيطة... في يوم امتحان و الصبح وقت المراجعة, مجموعة من الاصدقاء بيتكلموا. كان عندهم امتحان كيمياء و المفروض الحل ان يطلعوا products... شخص قال بهزار: انا و انا برا مصر كنت بدعي ان اما اجي مصر أجيب products و كدا بس لم أقصد ال products دي... و قال الشخص ده بضحك: تقريبا ربنا فهمني غلط.
مبدأيا الله أقرب منا من حبل الوريد و يعلم عنا كل شئ فهو خالقنا
"ألا يعلم من خلق و هو اللطيف الخبير"
ثم ان ماينفعش نتكلم عن ربنا بالاسلوب ده !!... في حاجة اسمها التأدب مع الله فاختار ألفاظك مع ملك الملوك صح!
" ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون"
ما الموضوع كان ضحك, شوف فجأة تحول لجد ازاي... مفيش هزار في الدين, أي حاجة في الدين لا!!
و بمناسبة ان ده موقف حصل فا عايزه أقول حاجة... احنا مرايات بعض, لازم ننصح بعض و ناخد بالنا من بعض عشان نوصل الجنة مع بعض. مهمتكم ان لو حظكم انكم واقفين و موقف زي ده حصل انكم تفهموا الشخص اللي اتكلم بالطريقة دي انه غلط. اوقات مش بنتوقع اللي بيتقال و رد فعلنا بيكون بطئ ان بنستوعب المفروض كنا نتكلم بعد ما الموقف خلص مثلا, فا واجبنا نفهم الشخص ده علي جنب ان كلامك لا ينفع ان نقوله هزار او جد
و ده مش من باب التكبر ولا ان انا اعرف اكتر منك لكن من باب الخوف عليه من عقاب هو لا يتحمله و لا احنا نتحمل انه ييجي يخاصمنا يوم القيامة يقولك انت شفت ان انا عملت حاجة غلط ليه مانبهتنيش كنت أخدت بالي و كنت تجنبت الذنوب دي
"ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ"
و لو انت اللي اتنصحت تقبل اللي يتقالك و اشكر اللي قدملك النصيحة و لا تأخذك العزة بالإثم. لو مش متأكد من المعلومة أو حابب تتأكد اكثر تناقشوا مع بعضكم و ابحثوا و اوصلوا للمعلومة الصح.
"إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله أن يقولوا سمعنا وأطعنا"
و "دعوا" هنا بمعني إلى كتاب الله وحكم رسوله
-طيب ما انا بدعي و ربنا مش بيستجيب!
قال رسول الله صل الله عليه و سلم: "يُسْتجَابُ لأَحَدِكُم مَا لَم يعْجلْ: يقُولُ قَد دَعوتُ رَبِّي، فَلم يسْتَجبْ لِي."
يعني ربنا يستجيب لك بدل ما استعجلتش... خد بالك من الصفة دي فيك أو هو فينا كلنا و محتاجين نضبطها:
" وكان الإنسان عجولا"
-طيب أعرف ازاي ان ربنا استجب لي؟
بسيطة,
"إما أن يعجل له في الدنيا، وإما أن يدخر له في الآخرة، وإما أن يكفر عنه من ذنوبه بقدر ما دعا"
يعني كده كده ربنا سامعك, يستجيب لك, و يدبر لك الخير. ألم يقل "ادعوني استجب لكم"... ده أمر بالدعاء و وعد بسرعة الاجابة... و لكن انواع الاستجابة تختلف اما يتحقق لك الامر الذي دعيت به, اما ان يعطيك ثواب ما دعيت به و لم تحصل عليه في الاخرة, و اما ان يعوضك عنه في الدنيا بصحة او غيره.
-طيب أدعي ازاي؟ و هو في أوقات محدده؟
اه و هنعرف بالتفصيل المرة الجايه بإذن الله
بالمناسبة, كتاب الداء و الدواء (أو الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي) ل ابن قيم الجوزية بجد كتاب جميل حرفيا يتعمل عليه كله هايلايت من كتر ما هو to the point فا انا بنصح انكم تقرأوا و كمان عشان الكلام ممكن مايتفهمش أوي, في سلسلة فيديوهات علي يوتيوب ممكن تشوفوها معاه.
و أخيرا وفقكم الله لما يحبه و يرضاه