(سيرزقك الله الأمن) ، (سيُبدل الله خوفَك أمناً) ..
أي التعبيرين كان أبلغ في إدخال الطمأنينة على قلبك ؟
إنك عندما تَعِد شخصًا بأنه علي موعد مع هدية منك من اختيارك أنت ، حتمًا سيفرح..
لكن عندما تعده بأنك ستحقق له جميع أمانيه هو ، لابد وأن هذا الوعد أشد إبهاجًا لقلبه..
إنني سأطمئنُ شيئًا ما ربمًا كثيرًا عندما تخبرني أنني سأكون مطمئنًا فقط ، لكن ستخشع دواخلي وتهدأ أنفاسي عندما تخبرني أنني سأطمئن [بقدر ما عانيتُ مِن خوف]..
الخوف أعظم ابتلاء ، مُقَدّم على ابتلاءات أليمة في قوله تعالى "ولنبلونّكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات"..
ولذلك حين يَعدك الرحمن بنزع هذا الخوف ، لابد وأن يُشعرك أن كل مخاوفك مُزالة بإذنه ، ليس مجرد شعور بالأمان ، ولكن وكأن أمانَ اللهِ رجلٌ جاء ينتزعُ زرعًا فاسدًا من جذوره ، بعدما نما وتمَكّن من القلب..
لذلك حين تقرأ قول ربك " وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ " اعلم أنه سبحانه يُخبرك ألا تخف ، بقدر ما سكنك الخوف ، بقدر ما ستسكنك السكينة..