تجنبتُ ضجيجَ كلَّ ليلةٍ وهرِبت إلى قاعِ الصمت!
صدى صوتُ الهمسات في رأسي يغلبُ..
تسابق الوقت حتى شارفت الثانية عشر والنصف على الوصول ..
منتصف الليل!
..
يعودُ بي الوقت إلى ذكرياتٍ لن تعود ، وكأن للذِكريات سبيلاً تعبرهُ ليلاً !
شَرَدَ ذهني و حوّقت حولي ذكرياتٌ عابرة فاحْتويتها.
عطورٌ رَائِحَتُها ذِكريات
صورٌ قِصصُها ذِكريات
ضحِكاتٌ صَوتُها ذِكرياتأغلقتُ عينياي وهمَستُ "ليّتَ الزمان يعود يوماً.."
لحظاتٍ كثيرة مرّت مرورَ الكِرام
ذكرياتٌ كان فيها ما يستحق أن يُعاش...
دافئة جداً .. صورٌ تنقش قِصصاً تَحْمِلُ ذكرى.
لا أريد فتح عينياي كي لا أنسى ما أراه أمامي
تفاصيلٌ خضتُ عشيها ولازلت أجاهد في تكرار طيفها مجدداً !
قلبي مُتيّم بها ، فهي كالضوء الذي يوقظنا للحياة
أحياناً نحتاجها لنروّح عن خواطرنا ، لكي تُرمم ما بداخلنا ... وأحياناً نهرب من أخرى لآنها تختلس النظر من حينٍ إلى أخر وتذهب!
فهي أدهى وأمرُّ!
تنهشُ عظامنا و تؤلمنا ، ضغطها كثيف على صدورنا
شوقٌ نزيفٌ أسى، وحرقةُ قلب.
أنينُها لا يزال يُبكينا دماً
قد يكونُ في داخل المرء ما لا يمكن نبشهُ ،فهناك ذكرياتٌ تنهب كل شيء .. لا تترك أثرًا إيجابياً عدى كونها فُجَّة ..مُسيطرة !
تتحدث عن التعب الذي نحمله بداخلنا ، تبني من هُمومِنا جبالاً ضخمة في أعلى قِمتها حزناً لا يُوارى مهما بلغ ارتفاعها..
ذكرياتٌ لن تُفنى و كأننا عِشنا ألف عامٍ
إنها فوق كل شيء
فوق إرادتنا ..
فوق أنفسنا ..
فوق مشاعرنا ..
لن تُفنى ...
شَعَرنا بالراحة عندما قيلَ "يتعافى المرء بذكرياته"
فالحالُ يتبدل طوَال الوقت ولكن ستظل الذكرياتُ
جميلة ومؤلمة رغم جمالها، قِصصاً صامته تركت فينا أثراً باقراً لا يزول .
...
اغروّرقت عينايَّ بالدموع وتنهَّدت نفسي ألماً و اشتياقاً، فهُناك ذِكرياتٌ تُبكِينا وأخْرى تُبقِينا
أمالين بأن تُحيى من جديد...
ما على الله مُحال .💔