الفصل الثلاثون🖤🕊️

2.2K 128 52
                                    


بعد مرور اسبوع

كانت تجلس فتون في منزل والديها لم تتركه منذ أن أتت عندما عملت بوفاة عمها فايز في الخارج، رغم ما فعله لها، ورغم أذاه لها وتحريض والدها عليها مرارًا وتكرارًا

لكنها تحبه! انهمرت الذكريات في عقلها وهي تتذكر كيف كان يدللها ويغازلها كلما رآها، كان يعاملها كأميرة حتى عن ابنته
تذكرت عندما راقصها في حفلته وكم أخبرها أنها ساحرة، كان يسعدها بأقل شيء يفعله كانت تحبه وتحب مجالسته كثيرًا

لكنه تغير منذ أن تزوجت ابنه بدر وهذا التغير كان سلبي وهو يرى ابنه الوحيد كيف يأذيها ويضايقها لكنه لم يفعل أي شيء لها

كان صامت لم يأخذ أي ردة فعل لها، ورغم كل هذا لم تتردد فتون في اخباره عن إيذاء بدر لها وهي تخبر نفسها كثيرًا أنه لم يتدخل للآن لأنها لم تطلب منه ذلك

حتى طلبت وصُدمت وهو يأخذ وضع الشاهد الصامت مرة أخرى! كرهته وكرهت الجميع حتى عائلتها لأنهم أوقعوا بها زوجة لبدر التي تبغضه منذ ما كانت طفلة صغيرة
كانت تخافه وتركض منه حتى لا يمسكها ويقبلها قبلاته التي كانت تتقزز منها

لكنه أصبح زوجها وأمر محتوم أن تتقبله وفعلت أخبرت نفسها أن بدر ليس سوى شخص جيد لا يحتاج سوى فرصة واحدة لإثبات ذلك، وما أثبت أن حديثها صحيح عندما وافق بدر على تعلميها رغم أن هذا ممنوع!

ولكن تبخّر كل ذلك مع الرياح عندما أدركت أن بدر شخص لن يتغير، وأن خوفها الطفولي منه ليس سوى بداية لخوف حقيقي في حياتها بأكملها أصبح يهددها ويهدد عالمها!

مسحت دمعة انهمرت من عينها وهي تتذكر ذكرياتها الأليمة التي برغم ما مر من سنوات لكنها ما زالت تسكن بداخلها وتظهر وقتما شاء

تطلعت حولها في غرفتها ونظرت لنفسها وهي ترتدي الأسود حدادًا على عمها التي الآن أدركت كم تحبه وتتمنى لو كان حيًا حتى تخبره بذلك رغم كل المشاكل ورغم ما مر بها

فتحت زينب باب غرفتها ودخلت نظرت إليها ثم تنهدت وهي تقول

" وبعدهالك يا فتون بقالك يومين هنا وقاعدة نفس القاعدة وسايبة جوزك ليه يا حبيبتي؟
عمك خلاص مات عياطك ليل نهار مش هيرجعه، ادعيله بالرحمة وبس"

واقتربت من ابنتها تمسح تلك الدمعة التي نزلت سريعًا على وجنتها تأثرًا بحديث زينب

رفعت فتون عينيها لها وقالت بتأثر " تفتكري هو مسامحني على الل عملته فيه؟ لما بسببي تعب ودخل المستشفى وكان ممكن يموت بسببي هو سامحني؟
طب دلوقتى لما أقراله الفاتحة هيبقى ده مش نفاق مني؟!"

وانهمرت دموعها بغزارة وهي تتحدث لزينب عن كل ما يدور بداخلها من أحاديث تعجز عن إخراجها..

اقتربت منها زينب وضمتها بشدة، تعلم سبب حيرتها تلك
ابنتها كانت تحب عمها للغاية حتى وإن مر وقت أنكرت به ذلك، لكنها كانت تحبه
والآن حزينة على فقدانه لدرجة أن عقلها يرسم لها تخيلات بشعة لا تستطيع أن تصدقها
وأن فايز لم يسامحها لأنها كانت سبب في تعبه والأهم تعاسة ابنه الوحيد
تعلم كل العلم عما يدور داخل رأس ابنتها من تخبطات لا ذنب لها به

فاتنة والهوىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن