"أعلم أن الحياة مُنصفة؛ فهي لا تعطيك كل شيء ولا تأخذ منك كل شيء".
ملأ صوت العصافير أرجاء المكان بعد آذان الفجر مباشرة، بعد نصف ساعة أو ساعة منه _ لا تذكُر _، فتحت عينيها بِبُطء وهي تتثآب من أثر النوم، نظرت حولها بِرؤية مُشوشة ولكن سرعان ما هدأت وابتسمت لِبداية يوم جديد، ثم تحركت ببطء من جوار زوجها الغافي بِجانبها وهي تتجه إلى شرفة غرفتها الواسعة ووقفت بها وهي تغلق خلفها باب الشرفة، ابتسمت وهي ترى النهار الذي لم يظهر بعد وتتأمله بِبسمة جانبية تزيّن ثغرها مثل كل يوم، ورجع بها خيالها إلى قبل كل هذا وهذه الحياة الجديدة التي فُرضت عليها بالقوة،
تحديدًا قبل ثلاث سنوات...
"كانت طفلة..فتاة يافعة في بداية عمرها مُدلّلة والدتها، مُحبة أبيها، تفعل ما تريد بدون عقاب، كل شيء مسموح لها أن تفعله وقت ما تشاء، ما زالت في الثانوية التي لم تنتهي منها بعد، عمرها كان في الثامنة عشر عامًا _ولا تستغربوا عمرها فوالدتها دللتها لدرجة أنها لم ترضى أن تدخل المدرسة في هذا السن _، الجميع يعلم من تكون هي، ابنة من هي، لم تحمل همًا بعد حتى هذا اليوم الذي غيّر حياتها بأكملها..
تحركت بخطواتها المسرعة تجاه غرفتها وهي تحمل بيدها فستانها الأحمر الجذّاب وحذاء بنفس اللون استعدادًا لحضور حفلة عمها مع شركاؤه في العمل، وكم كانت سعيدة بذلك فأخيرًا ستحضر حفلة مختلفة عن عادات وتقاليد بلدتها وأشخاصها التي لم ترى سواهم، والآن سوف تتعامل مع أشخاص جُدد
عليها.وقفت مكانها وهي تستمع لصوت والدتها الحبيب التي قالت بِبسمة= بالراحة طيب يا فتون الحفلة مش هتطير.
فتون ببسمة صغيرة من ثغرها الوردي= يا زوزو عايزة أظبّط نفسي وأبقى زي القمر.
زينب بفخر= إنتِ قمر أصلًا يا قلب زينب مش محتاجة كل ده.
فتون ببسمة= يسلملي ها الواثق بس بردو محتاجة أكون برنسيسة الحفلة.
زينب بيأس= مع إنك مش محتاجة..بس ماشي يا حبيبتي ادخلي.
ابتسمت فتون وهي ترسل لها قُبلة في الهواء ثم سريعًا دخلت غرفتها وبدأت للاستعداد للحفل.
مساءً نزلت من غرفتها وهي ترتدي فستانها الخلّاب وتنزل بدلال شديد يليق بها وهي تبتسم بثغرها المُلون باللون الأحمر القاتم وهي في طريقها للخروج للحفل أوقفتها والدتها،ثم قالت مُنبهرة= إيه الحلاوة دي يا فتون!
مخبّية الجمال ده كله فين يا قلبي!فتون بسعادة= بجد حلوة يا ماما؟
شكلي حلو؟اقتربت منها زينب وهي تقول بِسعادة= قمر يا روحي والله ربنا يحميك.
احتضنتها فتون بسعادة وهي تقول= ربنا يخليك ليا يا زوزو يارب، أروح أنا بقى يمكن أصطادلي عريس وأرجع بسرعة.
أنت تقرأ
فاتنة والهوى
Mistério / Suspenseكيف يمكن أن يكون الثار و الهوى وجهان لعمله واحدة ؟! جميع رواياتى مسجله حصريا، غير مسموحه بالنشر على ألاطلاق