فاتنة والهوى

الفصل الثالث عشر🖤🕊️

المكان كما هو مثلما تركته، لم يتغير به أي شيء
قصر كبير يوجد به الكثير من الأثاث والتحف، الكثير من الغرف
حديقة منزلهم الكبيرة

حتى غرفتها لم يتغير بها إنش واحد كل شيء كما تركته هي، نظرت بعينيها في أرجاء الغرفة باهتمام فوجدت

دفتر صغير كانت ترسم به تتذكر تركته هنا يوم ما رحلت وجدته كما تركته هي

ابتسمت وهي تتحرك ناحيه الدفتر الذي به جميع رسوماتها، ابتسمت وهي تنظر إليه هنا كانت جميع رسوماتها
كل أحلامها وما تمنت بداخل ذلك الدفتر، لم تُحقق سوى أنها درست ما تمنت حتى ولو لم يكن شيء عظيم
لكنها على الأقل لم تنزل في المستنقع بأكمله

بسمة سخرية كبيرة ارتسمت على شفتيها عن أي مستنقع تتحدث وهي كانت بداخله وتقطن به منذ سنوات، ذاقت المر وكرهت حياتها وفقدت ابنها ماذا يمكن أن يحدث لها أسوأ من ذلك؟

رجعت بظهرها على الفراش وهي تغمض عينيها بتعب شديد

الأمر لا يتعلق أنها فشلت في حياتها المهنية، أو الزوجية.. لا يتعلق أنها خسرت كل شيء حتى نفسها لم تعد تتعرف عليها

كل ما بالأمر أن كل ما فعلته وأنها قد تركت له القصر هذا الشيء لم يريحها أبدًا، لم تجد تلك الراحة التي كانت تعتقد أنها ستجدها حين تنتقم من بدر

وهل يوجد أي انتقام يشفع له أنه قتل ابنها؟ هل لهذا السبب ليست سعيدة؟

هو سؤال من ضمن الأسئلة التي تملأ رأسها ولم تجد لها أي إجابة حتى الآن
وتتمنى لم تجد

فوجودت إجابة تتعبها لا لا تريدها..

رجعت برأسها إلى الخلف حتى السرير وهي تغمض عينيها تتمنى أن ينتهي ذلك الكابوس المرعب

وأن تحقق كل شيء فشلت في تحقيقه في الماضى..

وأخبرها عقلها أن ما زال هناك فرصة لتحقيق ما فشلت به من قبل

......

انتهت من إطعام مالك ودخلت إلى غرفتها هي وزوجها بعدما تركت مالك مع حماتها بالأسفل

اتجهت إلى شرفة غرفتها وهي تقف به وشردت في حديث فتون
التي كانت تتحدث معها وثم نظرت للشرفة وهي تقول بمرارة

" شوفتي الشباك ده، كان ممنوع أقف فيه، ولو وقفت تقوم القيامة
محدش هنا يا جوهرة عارف أنا مريت بإيه ولا هيعرف، حتى لو اتعاطف فيه شويه عمره ما هيتصور حجم المعاناة الل كنت فيها وإن أبسط حقوقي كنت محرومة منها"

تخيلت جوهرة نفسها لبعض دقائق تعيش ما أخبرتها به فتون شعرت باختناق شديد يحتل كامل جسدها

فتحت عينيها بذعر وهي تحمد ربها أنها لم تعش أي شيء من ذلك، لكن ماذا عن فتون؟ ماذا عن كم المعاناة التي تلاقتها في بيتهم؟