الفصل التاسع🕊️🖤

4.1K 205 52
                                    

فتحت جفونها وهي تنظر حولها بتشتت، الوجع يملأ سائر جسدها وجهها الذي يؤلمها بشدة من كثرة ضرب بدر لها حتى تشعر أنه قد كسر بسبب عنفه معها، والكدمات التي تملأ وجهها دليل على هذا
لكن لم يكن هذا هو الوجع فقط
فهذا الوجع لا يماثل تألمها وصراخ قلبها بفقدان ابنها الوحيد التي تمنته طويلًا

كانت تتمنى ولدًا حتى مع عذابها من بدر، حتى وهي تدرك جيدًا أن حياتها مع بدر خاطئة
وهي تدرك أنه ليس الزوج المناسب لها حتى بعد مرور تلك السنوات، لكنها لن تقدر على أخذ تلك الخطوة أن تتحرر بها منه

وكيف تأخذها وكان الجميع عارض رفضها منذ البداية!!

أين الجميع! هل الذين قدموها بيعى لبدر حتى ينهوا هذا الثأر؟

ابتسمت بسخرية فظة وهي تتحدث مع نفسها، ألم تنسى بعد كل هذا! عيب عليك يا فتون وألف عيب ألم تنسي!؟

هزت رأسها بسخرية وكيف تنسى
هل يمكن للميت أن ينسى كيف قتل؟ بالتأكيد لا وزواجها من بدر كان أشبه بالموت.. الموت البطيء

لو كانوا قتلوها عقاب لموت حسن لكانت رضيت على الحال بدلًا من زواجها منه

فعن أي عائلة تتحدث الآن وكيف سيقفوا بجانبها!! سيرفضوا طلاقها سيعيدوها لبدر.. لنفس العذاب الذي لم ينتهي، نفس الحبسة والوحدة وإذا رفضت هذا وخرجت سيضربها مرة أخرى ولكن تلك المرة لن تخسر جنينها الذي كان يبلغ شهران ونصف لا من المحتمل أن تفقد حياتها هي

وعند تذكرت طفلها انهمرت بالبكاء الشديد وهي تحتضن بطنها بقوة كانت حامل ولكنها لم تشعر!

شهران ونصف وبداخلها الحلم الذي طالما تمنته لكنها لم تشعر به، لم تشعر بوجوده
لم تحادثه مثلما تمنت، لم تحتضنه وتخبره عن الأشياء التي تعشقها!!

كان هناك روح بداخلها لكن روحها هي لم تعلم!؟

ألهذه الدرجة هي فاقدة الشعور كي لا تشعر بوجود ابنها؟

انهمرت بالبكاء ودموعها تنزل على وجنتها بكثرة وهي تتذكر عندما ارتمت على الأرض غارقة بالدماء التي كانت دماء طفلها
الذي مات دون أن تراه...

" لكن بماذا ستفيد الدموع!! هل ستوقف النيران التي تشتعل بداخلها وتريد حرق الجميع وأن لا تترك أحد!! لن يوقفها أحد سوى عندما تأخذ ثأرها من الجميع "

الجميع بلا استسلام حتى أهلها الذين لم يرحموها وألقوا بها في تلك الزيجة ستنتقم منهم أيضًا

مسحت دموعها بيديها وهي تستمع صوت دق الباب نظرت له

وقالت بدون روح " ادخل"

دخل الطبيب وخلفه الظابط الذي اندهش بشدة من الكدمات والخدوش التي تملأ وجهها مقارنة بجسدها الصغير الذي لا يحتمل كل هذا

فاتنة والهوىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن