(الفصل الثالث، الجزء الأول)

1.2K 63 13
                                    

: أنا إلي عندي قولته أنا هاخد بنتي ونسافر.
قالتها دلال بأعين مفعمة بالتحدي

هتف ميرال بفضول طفولي
: نسافر.. نسافر فين ياماما أنا بحب مراد وعايزه أقعد معاه عشان نكبر ونتجوز.

_حب... حب إيه وزفت إيه إلي بتتكلمي عنه، عايزة في يوم من الأيام تبقي زيي عايزة تتقهري نفس قهرتي أنتِ....

كان حديثها ينسكب كالماء المغلي في صدر طفلة ليست بفتاة بالغة

تحدث "نهي" مقاطعة لحديثها المتطاير منه براكين الغضب
: روحي يا ميرال ياحبيبتي إلعبي برا شوية أنتِ وتاج وآسر متزعليش من ماما هي تعبانة شوية

: أنا مش زعلانة ياخالتو أنا بحب ماما أوي وهسمع كلامها بس أنا هطلع أنا برا في مش عايزه تاج وآسر معايا
تحدثت ببراءة مصطنعة كي تنفذ خطتها

تباطئت خطواتها حتي أن وصلت إلي غرفتها وجذبت من أحد أدراجها حصان خشبي صغير أعتادت باللعب به مع صديق طفولتها... وأخذت مكعباً خشبياً أيضاً محفور عليه اسم "مراد" كانت تنوي أن تهاديه به في عيد ميلاده.. لكنها أخشت أن تهاجر كما أخبرتها أمها دون أن تهدي هديتها له

خرجت من البيت وهي تهرول وتركض حتي تستطع اللحاق به قبل دلوفه لمنزله، كان صدره يعلو ويهبط من شدة النهيج التي أتبع هرولتها
: مر...اد.... مراد أستني

أوشكت علي أن تسقط أرضًا بعد أن تعثرت خطواتها وألتؤت قدمها في بؤرة أرضيها

لتنقذها كفوف أميرها الصغير... لترفع بحورها الزرقاء المحاوطة بالدموع كي تنظر إليه؛ فتسلل القلق إلي نفسه الصغيرة قائلاً
:مالك يا ميرا أنتِ بتجري كدا ليه... بتعيطي ليه مامتك حصلها حاجه تاني

تشجعت للمرة الأولي وجعلت ذراعيها تجذبه في عناق طويل وسط صوت بكائها

ربت علي خصلاتها الكستنائية مواسياً لها.... أخرجها من أحضانه برفق و كوْب وجنتيها بين يديه محاولاً التساؤل عن ما الذي دفعها للبكاء بهذه الطريقة الهيستيرية
_أهدي بس إيه إلي حصل ياحبيبتي.

تحدثت إليه وسط شهقاتها المستمرة الذي أرتفعت أصواتهن وعدم أنتظام حديثها لتقول بنبرة متقطعة مهتزة أثر البكاء والخوف
_ .. ماما.. عايزة.. تسافر .. يامراد.. وتاخدني معاها.

: تسافر فين؟ وأنتِ تسبيني لوحدي مش أنتِ قولتيلي وأنا بروحك أني عمرك ماهتسيبني

قالها بإمتعاض شديد وملامح حاوطتها خشي الفقدان

: ماما قالت أنها هتسافر... بعد أسبوع أمريكا

عقد حاجبيه بتعجب وصدمة، حتي أنه لوهلة ظن أنها تهرتل بحديث دون ذرة وعي
: إيه !!! أمريكا
وأنتِ هتسافري يوم عيد ميلادي (قالها معاتباً)
، هو إيه إلي في إيدك ده (أستكمل مستفهماً)

فَهلْ بعدَ الغيابِ مُـلْـتَــقَــي ؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن