سفر

94 14 5
                                    

بعد أن وصلت ميلا إلى المنزل لم يكن امها وابيها هناك قالت في نفسها: اظن ان امي ذهبت للتسوق وابي إلى العمل.
تنهدت وجلست على الاريكة لتريح جسدها وقالت: انا اكره الخروج من المنزل ؛لهذا الناس يظنونني غريبة الاطوار ،لكن انا لست كما يظنون . انا احب القراءة والانعزال عن ضجيج البشر ، لقد اشتقت لبيتي القديم كان هادئاً والاشجار والبساتين كثيره ،راحة بال وهدوء.
عكس شيكاغو ،لا انكر أن بها مناطق ريفية ولكن ليست بجمال آريس بالجزائر إنها اجمل بكثير.

عليّ النوم قليلاً الان ،الساعة 10:34 صباحاً سوف اجهز اشيائي وبعدها انام ؛حتى لا يزعجنى احد.

ذهبت ميلا الي غرفتها تجمع اشيائها في الحقائب وبعد انتهائها زفرت الهواء وقالت: اخيراً انا لا احب الانتقال الامر مرهق .
وارتمت على سريرها حتى تريح جسدها ولم يمر سوى دقائق وغرقت في نوم عميق .
....بعد مرور ثلاث ساعات جاءت والدتها ووضعت الخضروات والمستلزمات الاخرى علي رخام المطبخ وذهبت الي غرفة ابنتها.

الام في نفسها: بالتأكيد جاءت ولم ترتب حقائبها هذة الفتاة الكسولة وانا التى كنتت اريد اربعة اطفال، هي برغم انها عشرينيه لكنها بقدر اربعة اطفال صغار.
دخلت غرفتها وفتحت الباب بعنف "ميلااا...."
سكتت عندما وجدت أن الحقائب وكل شيء جاهز، اقتربت الام من السرير وهي تنظر إلى ابنتها انها تبدو مثل الملاك النائم .
قبلت الام رأس ابنتها وغادرت؛ حتى تطهو الغداء.في شركة والد ميلا
لقد تم اختياره من ضمن المهندسين الاخرين للعمل في بنك JPM المتواجد في كاليفورنيا، هذة فرصة لاتعوض اخذ والد ميلا الوثائق وكل اوراقه واخذ اذن من الشركة حتى يذهب منتصف يوم ؛بسبب ان لديه رحلة جوية في فجر اليوم.
كان والد ميلا ذو شعر كثيف اسود ،طويل القامة وذو اكتاف عريضة .
برغم انه في منتصف الاربعينات لكن مازالت الفتيات يتغزلن به، كان مهتم بمظهره ،هذا هو ما يوصف بالاربعيني حلم الفتيات.
اخذ سيارته من الجراچ وذهب الي المنزل كانت الساعة 4:42 عصراً كانت والدة ميلا في ذلك الوقت تحضر الغداء على الطاوله وذهبت لتيقظ ابنتها الكسولة.
صاحت الام: ميلا الغداء جاهز. اجابت ميلا: حسنا امي انا قادمة، كانت بغرفتها تنهي رسمتها إن احد هوايتها هو الرسم تصف ما بداخلها على هيئه رسومات فهي لا تجيد التعبير عن مشاعرها سوى بالرسم والعزف ،انها فتاة متعدده المواهب.

بعد نزولها رأت والدها قد دخل الى المنزل ذهبت سريعاً وعانقته وقالت: اشتقت لك ابي.
قبل الاب رأس ابنته وقال : انا ايضا صغيرتى ومن ثم اردف قائلاً: اشم رائحة الطعام انا اموت من الجوع.
هنا ضحكت ميلا وقالت: انه طهي امى بالتأكيد سيكون لذيذاً.

اجتمعوا جميعهم حول مائدة الطعام واخبرهم الاب ان رحلتهم سوف تكون في الساعه الرابعة فجراً وانه احضر تذاكر الرحلة واخبرهم ان مدة الرحلة سوف تكون اربع ساعات وعشرون دقيقة فعليهم ارتداء ملابس واحذية مريحة؛ بسبب مدة الرحلة بعد انتهائهم من تناول الطعام ذهبت ميلا لغرفتها، كانت الساعة 5:34مساءاً ،مازال هناك وقت ذهبت واخرجت الجيتار من إحدى الحقائب وبدأت بالتدرب على العزف.
لقد جاء بخاطرها ان تعزف اول اغنيه عزفتها منذ الصغر بدأت بعزفها وهي تتذكر آريس وطفولتها وجدتها، وخالها آدم اشتاقت لايامهم معاً كان هو اقرب صديق لها برغم انه خالها ايضا لكن كان هو الشخص الذي تتحدث معه في كل شئ وهو الوحيد الذي يفهمها .
بدأت تذرف الدموع من عينيها ؛ بسبب تذكر كل هذا ، اشتاقت للوطن لاتحب الغربة والتواجد في مكان غير وطنها رغم ذلك هى لم تكن عربية فقد كانت امازيغية معربه تتحدث اربعة لغات الانجليزية والفرنسية والعربية والامازيغية وتجيد قليل من الألماني.
تركت الجيتار واراحت جسدها تتذكر كل شئ مرت به في طفولتها من تنمر بسبب اختلاف لون شعرها برغم انه مميز ان يكون الشخص لون شعر مختلف ،كان شعرها احمر مثل بزوغ الشمس في فجرها ،لكن عانت الكثير من التنمر وهذا ما جعلها انطوائيه أكثر من اللازم .وضعوا حقائبهم في السيارة واتجهوا الى المطار، تبقى فقط ثلث ساعة لإقلاع طائرتهم بعد تفتيش من أمن المطار واخذ الاجراءات اللازمه . توجهوا الى الطائرة كان مقعد الابوين بجوار بعضهم في الطبقة الاقتصادية الممتازة، بينما كان كرسي ميلا بجوار النافذة فقط كانت تتمنى ان لا يجلس احد بجوارها فهي لاتحب الغرباء ولاسيما الاشخاص الذين يتحدثون كثيراً.
كانت تنظر من نافذة الطائرة وتنتظر ان تقلع فهي لديها خوف من المرتفعات ولكن لم يعرف والديها بهذا فهي لاتحب اخبار احد بمخاوفها.
وضعت ميلا سماعتها وجلست بجوارها فتاة شقراء نظرت اليها ميلا وارجعت عينيها؛ حتى تخرج كتابها( كانت كاتبتها المفضلة اجاثا كريستى) وعندما بدأت بالقراءة ارتفعت الطائرة عن الارض حاولت مقاومة خوفها وفشلت اغمضت اعينها وامسكت بالفتاة التى بجوارها وهى مرعوبة لكن شعرت ان يد الفتاة مختلفة بينما انزلت سماعتها بدون ان تفتح عينها شعرت بيد تهدأها وعندما فتحت عيناها رأت شاب بجوارها ليست الفتاة!
احمرّ وجه ميلا بسبب هذا الموقف وتركت يد الشاب على الفور ونظرت إلى الجهه الاخرى.
ضحك الشاب على فعلتها ،وكان كل تفكير ميلا اين تلك الفتاة التي كانت بجوارها؟ ذهبت ميلا الى حمام الطائرة فهي ليست مستعدة للحديث عن ما حدث منذ قليل وهي تمشي رأت الفتاة التى كانت تجلس بجوارها جالسة بمقعد اخر علمت لحظتها ان الفتاة اخطأت في المقعدة عندما وصلت كانت تتنفس بسرعة وغسلت وجهها بالماء وقالت بصوت شبه مسموع: ميلا انسي ما حدث فقط اهدئي لقد كانت بدون قصد اهدئي يا فتاة وحاولت استعادة ثقتها بنفسها وخرجت ذهبت الي مقعدها وهي تفكر بالرد المناسب اذا كلمها هذا الشاب وعندما جلست اخبرها الشاب: مرحبا اسمى كريس.
قالت ميلا بنفس الوقت: انا فقط.. اعاني رهاب الاقلاع لهذا امسكت يدك ليس شيئاً آخر .

نظر الفتى لها بأستغراب وهي فتحت عيناها بكل سعتها وقالت: اعتذر اعتذر انا اسمى ميلا تشرفت يا..... هو: كريس.
ميلا: اجل اجل كريس تشرفت بك تنهد كريس وقال: لا داعى للخجل كنت مثلك حتى اعتدت ذلك فقط اهدئي.
اردفت ميلا: احراج ؟انا حتى لم اشعر بأي احراج !
قال كريس: كنت سوف اصدقك لكن وجهك يخبرنى العكس اصبح وجهك مثل لون شعرك الان نظرت ميلا في انعكاس نافذة الطائرة ورأت أن وجهها احمر بالفعل، وضعت سماعتها وكأنها لم تسمع شيء، وظلت تلعب بهاتفها حتى ينسى الشاب ما حصل غفت ميلا اثناء استماعها للموسيقي، واستيقظت على تربيت شخص على كتفها ،واخبرت بصوت ناعس دون أن تفتح عينيها وقالت: امي اتركيني انام قليلاً.
كتم كريس ضحكته واخبرها: استيقظِ لقد حان هبوط الطائره.
نظرت له فقد كانت نائمة علي كتفه نظرت إليه ورأت انه يرتدي سماعتها رفعت صوتها وقالت له : من انت حتى تستخدم سماعتي ؟؟؟
قال: انا من كنت نائم علي كتفك منذ قليل؟ اهدئي يافتاة!
كانت مقايضه اعطيتك كتفي واخذت سماعتك هذا عادل .
نظرت إليه ميلا بغضب ممزوج بخجل واخبرته أن يعطيها سماعتها .
اعطاها إياها ونزلت من الطائرة، وتقابلت مع والديها.
#متنساش الڤوت
ولو عندكم اي اراء اكتبوها فى كومنت

القاتل مازال حراًحيث تعيش القصص. اكتشف الآن