لغز العد التنازلي

15 3 3
                                    

فى الجهه الاخرى..
بعدما ذهبت ميلا لتريح جسدها من تأثير الدواء ،جلست روز بالغرفة المجاورة لميلا تفكر بالمكالمة التى وردتها منذ قليل، بالمقابل ذهب كريس الى بيته حزين لكن لن يستسلم وظل يكرر :"ميلا بالنسبة لي لغز اريد حلاً له"، وضل بغرفته يسرح ذاهباً وإياباً  وهو يفكر فى حل.
بينما جاك كان بمنزل شبه متهالك استأجره بما معه من مال  ؛حتى يرقد فيه كان مبتسماً ؛ لأن صهبائته لم توافق على دخول ذلك الشاب منزلها، هو لم يعلم حقا ما جرى معهم لكنه واثق انها رفضته بسبب عبوس الشاب.
بينما ميلا كانت راقده تفكر بحديث روز عن معاملتها لكريس وانه فقط كان يريد مساعدتها ليس إلا ،وفى هذة الاثناء كان كل منهم بمشاعر مختلطة خوف، قلق، سعادة، وندم حتى غلبهم النعاس جميعاً لديهم يوم متعب غداً



فى اليوم التالي..
جهزت روز نفسها لتساعد ليلى في  الافطار، كانت روز تنزل من على السلالم وابتسامتها المشرقة رغم بؤسها الداخلي الذي لن ينزاح عنها قائله: صباح الخير خالتي.
ابتسمت ليلى لجملة روز واجابتها: صباح النور يا اميرتي الصغيرة، معانقة روز، فأخبرتها روز انها اتت حتى تساعدها بأعداد الطعام معها وبدأو بتحضير المائدة.
  نزل مالك من على السلم قائلاً بصوت  عالي : صباح الخير
ابتسمت روز مع قولها: صباح الخير عمي،جريدتك هنا على الطاولة ،شكرها مالك وبدأ بامساك الجريدة، وقرأ تحت اخر الجريده  خبر بالخط الاحمر فى صفحة الوفيات خبر احتراق مستودع قديم للاجهزة الكهربائيه مع تواجد ثلاث جثث متفحمه مجهولين الهوية.
نزلت ميلا بهدوء  ممسكه بسوار  الدرج  لمحتها روز فتحركت بسرعة حتى تساندها
أشارت ميلا أن تتوقف، وأخبرتها أنها تستطيع أن تساند ذاتها. تجمعوا حول الطاولة وبدأوا بتناول إفطارهم. حمحمت ميلا وقالت: "أريد أن أذهب للجامعة قبل نهاية الأسبوع"، محاولة تفادي أنظارهم وهي تنظر لطبقها. عم الصمت لبضع ثوانٍ، ثم أجاب مالك وهو يزفر الهواء من فاهه ويتكلم بهدوء: "أعلم أنك عنيدة، وأعلم أيضًا أنك تعرفين مصلحتك، ولا أريد أن أمنعك طالما ليس هناك ضرر. لذلك، ولكن، أنتِ جروحك لم تشفَ بعد، ولكن..." قاطعته ليلى لتقول: "بربك، مالك، إنها فقط تتحمل فوق طاقتها، حتى إن الفتى جاء حتى يبلغها أن يساعدها بمشروعها."

قاطع مالك زوجته ونظر إلى ميلا متسائلاً: "لماذا جاء، ولماذا رفضت؟"
ابتلعت ميلا ريقها مجاوبة على سؤاله: "أبي، كما تعلم، أنني لم أربَ على مصادقة الأولاد، كما ربيتني أنت وأمي، ولهذا لا أحب التقرب منهم دون اضطرار، وهذا سبب لنزولي الجامعة. لا أريد الشفقة أو المساعدة من فتى."

اعتدل مالك وابتسم قائلاً: "أحسنتِ بنيتي، يمكنك الذهاب غدًا للجامعة."
عندما حاولت ليلى الحديث، أوقفها قائلاً: "لا أريد التحدث مرة أخرى، انتهى النقاش. سأذهب للعمل.
“صعدت ميلا إلى غرفتها بسرعة، وكان روحها قد تجددت من جديد. بينما كانت روز تواسي ليلى وتهون عليها قلقها على ابنتها، اقترحت عليها أن يذهبا للتسوق معًا لتخفيف التوتر. بينما ميلا، أشعلت التلفاز لتسمع صدى صوت المذيعة وهي تقرأ خبرًا: ‘حريق مهول بمستودع قديم في وسط لوس أنجلوس، مع وجود ثلاث جثث متفحمة مجهولة الهوية. ولم نعرف إلى الآن هويتهم، أعزائي المشاهدين. هل تظنون أن الحادث عن فعل فاعل، والقاتل أراد إخفاء شيء، أم أن الحادث عبارة عن لهو شباب وهلكوا؟ أترك لكم التخمين.’ وكان معكم المذيعة كريستين.”

بدأت ميلا تفكر وهي مستلقية، وتجمع أفكارها. في ذات الحين، افترقت روز عن ليلى من كثرة الازدحام، ورن هاتف روز لتفتح دون رؤية المتصل، ليأتيها صوت بارد ومهدد: “هل وجدتِ حلًا؟ فقط جئت لأذكرك، تبقى لكِ عشرة أيام على المهلة، وإلا أنتِ تعلمين ماذا استطيع أن أفعل، وأريد أن أطمئنكِ أنكِ لن تفلتي من يدي، لا أنتِ ولا عائلتك.” صمت قليلًا مسترسلًا حديثه: “صحيح، أنتِ فاتنة بالفستان الأزرق.”

نظرت روز حولها يمينًا ويسارًا لتشك بمن حولها، وتقترب من رجل يرتدي قبعة وتمسك كتفه لتديره، ولكن لم يكن هو الذي تبحث عنه، لتسمع صوت الذي على الهاتف يقهقه قائلًا: “هل تظنيني غبيًا، أيتها الصغيرة؟” وغير نبرته للحادة مرة أخرى ليقول: “تبقى لكِ عشرة أيام، والدقائق تمر سريعًا.” وبدأ بإصدار صوت الساعة مغلقًا الخط.

بدأت روز تمشي دون أن تعلم وجهتها، مع الكثير من الأفكار والاحتمالات التي تأتي وتذهب بعقلها، وأسئلة بدأتها: “لماذا أنا؟” في حين شرودها، ينتشل منها شخص حقيبتها ليهرب راكضًا، وهي تحاول ملاحقته ولكن دون جدوى، على رغم صراخها: “سارق، سارق!” تندب حظها لتقول: “لو كنت في بلد عربي، لهجم الشباب عليه.” تزفر الهواء بضيق لتجلس على الرصيف، تتدخل أناملها بين خصلات شعرها لتبدأ بالبكاء.

وبعد مرور عدة دقائق، يربت على كتفها شخص يمد يده ليعطيها حقيبتها قائلًا: “لقد رأيته وأتيت بحقيبتك.” لم تستطع روز رؤية وجهه بسبب عيونها الممتلئة بالدموع، لتمسحهم بكلتا يديها لترى هذا الشاب ذو الملامح المألوفة لتشكره قائلة: “أعتقد أن ملامحك مألوفة لي، هل أعرفك؟”

ابتسم ذلك الشاب وقال: “أجل، أنا…” قاطعته متذكرة وقالت بتسرع: “أجل، تذكرت، أنت ذلك النادل الأحمق الذي كنت تحدق بميلا.” وأصبحت تتضحك لثوانٍ لتدرك فعلتها وتضع يدها على فمها معتذرة وتنظر للأرض مكررة اعتذارها.

نظر لها الشاب رافعًا حاجبه وقال: “حقًا؟ لدي اسم بالرغم عن ذلك.” قالت روز مطأطئة رأسها: “أسفة حقًا، ولكن لم أتذكره، أو أنت لم تذكره، ولكن أنت أيضًا شجاع، حسنًا أيها الشجاع.”

نظر لها بنفس ملامحه وقال: “اسمي جاك، حسنًا، وكيف لكِ أن تغيري صفة في شخص لي صفة أخرى بهذه الطريقة؟” قالت روز: “معك حق، أنت الأحمق الشجاع.” وأصبحت تتضحك من جديد.

ليمد جاك يده حتى يقوم بضربها، لتتحول ملامح روز من الضحك للصرامة قائلة: “أياك ولمسي، أنا لست من أوروبا، أنا من دولة عربية، وأحذر أياك والمقربة من أي فتاة عربية.”

اعتذر جاك قائلًا: “أسف، لم أقصد، والآن شكرًا على وقتك، عليّ الرحيل.” وأشار بيده وهو يبتعد مردفًا: “وداعًا أيتها الغبية المتسرعة.” ابتسمت روز وهي تأشر بيدها مثله، قبل أن تتدرك ماذا قال لتستشيط غضبًا. في حين أن ميلا قطعت جزءًا من الجريدة لتضعه على اللوحة بغرفتها، الذي يوجد على اللوحة الرقم الفرنسي الذي اتصل بها، وصور لعربتها وقت الحادثة، مع خبر حريق المستودع. وتحت كل صورة يوجد ملاحظات، ولكن هل تظنون أن ميلا تريد الرجوع لجامعتها من أجل المشروع التافه؟ أم شيء أكبر تخطط له؟"

القاتل مازال حراًحيث تعيش القصص. اكتشف الآن