2.

1.2K 45 2
                                    

مضى شهر و ليلي تحت رِعاية ميلدا، لم تحدث مشاكِل كثيرة كما ظنت ميلدا لَكِنها تتوقع حُدوثِها، الأمور هادِئة بينهُما فيما عدا رغبة ليلي المُلحة في الخُروج و اللعب في الثلج إلا أن ميلدا ترفُض خوفاً مِن أن يكتشف أحداً ما من تَكون و خوفاً على صحتِها فَهي ليست خبيرةً بِالقدر الكافي مع الأطفال.

في صباح يومٍ ما، استيقظت ميلدا بإنزعاج طفيف على صوت هاتِفِها الذي يهتز، مدت يدها لِتُمسِكُه و تجِد المُكالمة مِن مارك، اعتدلت في مكانِها و اجابت لِتسمع ما بِجُعبتِه.

-ابتسم و هو يتحدث-
"اه صباح الخير، اعتذر لإيقاظِك لَكِن الأمر يَخُص الصغيرة".

همهمت كَعلامة إيجاب تَحِسُه على التَحدُث.

-اكمل و هو يُقلِب في الأوراق-
"الأوراق مُعظمها جاهِزة، فَقط يلزم صور لَها حتى تكتمل، كَجواز السفر و الهوية".

-مسحت على وجهها بِخفة لِتتحدث-
"حسناً، سَأجد حل و لِنلتقي في مكانِنا المُعتاد الساعة الخامِسة مساءً".

اتفقت معه ثم اغلقت المُكالمة لِتجد أمامِها تِلك الصغيرة تبتسم بإتساع و تقِف عِند باب الغُرفة الخاصة بِميلدا، خلفها تُخبئ ورق الرسم خاصتِها و تقترب مِن فراش ميلدا، جلست على طرف السرير بِصعوبة بعد تسلُق و وضعت أمامِها رسمة، تحتوي على فردين، أجواء شتوية لطيفة، الألوان الكثيرة المُلائِمة.

-ابتسمت ليلي و اشارت نحو فرد من الاثنين-
"هذه ديدي".
-اشارت للآخر-
"هذه ليلي".

-نظرت ميلدا للرسمة و اومأت بِخفة-
"تبدو جميلة مثلُكِ، شُكراً لِرسمي".
-صمتت قليلاً ثم اردفت-
"أيتُها الصغيرة"

نظرت ليلي نحوها و كُلَها آذانٍ صاغية.

"اسمُكِ هو إيلا".

امالت ليلي رأسِها للجانِب بِعدم فِهم مِنها.

-اردفت ليلي بِطفولية-
"أنا ليلي".

-نفيت ميلدا بِرأسِها لِتتحدث بِهدوء-
"إنه اسم جديد لكِ، اخترته لكِ، هل لا يُعجبُكِ؟".

-لمعت عينا ليلي لِتبتسم-
"أجل، أنا إيا".

-ظهر شبح ابتسامة على شفتيّ ميلدا لِتُردف-
"إيلا".

ظلت تنطُقُه لها حتى أصبحت ليلي أو كما أصبح اسمُها الآن إيلا تلفُظ اسمُها بِشكل صحيح، خرجتا مِن الغُرفة لِتتناولا الإفطار في المطبخ مع مشروب كليهما الخاص، القهوة الداكِنة و الحليب بِالفراولة، بينما تتناول إيلا طعامها بِطُفولية كانت ميلدا شاردة الذهِن بِالفِعل تُفكِر في حلول كثيرة و ليس حل، قاطع شرودِها إقتراب إيلا مِنها مع فُرشاة شعرِها، لم تشعُر ميلدا بِها تتحرك مِن مكانِها نظراً لِشُرودِها العميق،اشارت إيلا لِشعرِها لِتأخُذ ميلدا الفُرشاة و تُمشِط شعرِها البُرتقالي كَلون الشمس المُشرِقة.

The Little Girlحيث تعيش القصص. اكتشف الآن