مضى شهر و ليلي تحت رِعاية ميلدا، لم تحدث مشاكِل كثيرة كما ظنت ميلدا لَكِنها تتوقع حُدوثِها، الأمور هادِئة بينهُما فيما عدا رغبة ليلي المُلحة في الخُروج و اللعب في الثلج إلا أن ميلدا ترفُض خوفاً مِن أن يكتشف أحداً ما من تَكون و خوفاً على صحتِها فَهي ليست خبيرةً بِالقدر الكافي مع الأطفال.
في صباح يومٍ ما، استيقظت ميلدا بإنزعاج طفيف على صوت هاتِفِها الذي يهتز، مدت يدها لِتُمسِكُه و تجِد المُكالمة مِن مارك، اعتدلت في مكانِها و اجابت لِتسمع ما بِجُعبتِه.
-ابتسم و هو يتحدث-
"اه صباح الخير، اعتذر لإيقاظِك لَكِن الأمر يَخُص الصغيرة".همهمت كَعلامة إيجاب تَحِسُه على التَحدُث.
-اكمل و هو يُقلِب في الأوراق-
"الأوراق مُعظمها جاهِزة، فَقط يلزم صور لَها حتى تكتمل، كَجواز السفر و الهوية".-مسحت على وجهها بِخفة لِتتحدث-
"حسناً، سَأجد حل و لِنلتقي في مكانِنا المُعتاد الساعة الخامِسة مساءً".اتفقت معه ثم اغلقت المُكالمة لِتجد أمامِها تِلك الصغيرة تبتسم بإتساع و تقِف عِند باب الغُرفة الخاصة بِميلدا، خلفها تُخبئ ورق الرسم خاصتِها و تقترب مِن فراش ميلدا، جلست على طرف السرير بِصعوبة بعد تسلُق و وضعت أمامِها رسمة، تحتوي على فردين، أجواء شتوية لطيفة، الألوان الكثيرة المُلائِمة.
-ابتسمت ليلي و اشارت نحو فرد من الاثنين-
"هذه ديدي".
-اشارت للآخر-
"هذه ليلي".-نظرت ميلدا للرسمة و اومأت بِخفة-
"تبدو جميلة مثلُكِ، شُكراً لِرسمي".
-صمتت قليلاً ثم اردفت-
"أيتُها الصغيرة"نظرت ليلي نحوها و كُلَها آذانٍ صاغية.
"اسمُكِ هو إيلا".
امالت ليلي رأسِها للجانِب بِعدم فِهم مِنها.
-اردفت ليلي بِطفولية-
"أنا ليلي".-نفيت ميلدا بِرأسِها لِتتحدث بِهدوء-
"إنه اسم جديد لكِ، اخترته لكِ، هل لا يُعجبُكِ؟".-لمعت عينا ليلي لِتبتسم-
"أجل، أنا إيا".-ظهر شبح ابتسامة على شفتيّ ميلدا لِتُردف-
"إيلا".ظلت تنطُقُه لها حتى أصبحت ليلي أو كما أصبح اسمُها الآن إيلا تلفُظ اسمُها بِشكل صحيح، خرجتا مِن الغُرفة لِتتناولا الإفطار في المطبخ مع مشروب كليهما الخاص، القهوة الداكِنة و الحليب بِالفراولة، بينما تتناول إيلا طعامها بِطُفولية كانت ميلدا شاردة الذهِن بِالفِعل تُفكِر في حلول كثيرة و ليس حل، قاطع شرودِها إقتراب إيلا مِنها مع فُرشاة شعرِها، لم تشعُر ميلدا بِها تتحرك مِن مكانِها نظراً لِشُرودِها العميق،اشارت إيلا لِشعرِها لِتأخُذ ميلدا الفُرشاة و تُمشِط شعرِها البُرتقالي كَلون الشمس المُشرِقة.
أنت تقرأ
The Little Girl
Romanceأن أعتني بِطفلة عائِلة قَتلتُها بِيديّ لَم يَكُن في الحُسبان، لَكِنَني أعلم أنَّ ذَلِك كان مُخطط له مُنذُ دُخولي لِذَلِك العالم.. رَغبة الفؤاد تُعارض رغبة الفِكر دَوماً لَكِن الشَخص هو الذي يَختار في أي طَريق يَسير بينهُما.. الانتقام قد يَتولد بعد ح...