دخلت المنزل بِخطوات مُرتبِكة لَكِنها تَشجعت و اكملت السير بِخطوات ثابِتة لِوجهتِها و التي هي غُرفتِها، صعدت السلالم و وقفت أمام باب غُرفتِها و امسكت المقبض ناويةً الدُخول إلا أن صَوتِها الحاد نِسبياً أوقفها عن الدُلوف للداخِل.
-كتفت ذراعيها وتحدثت بِحدة خَفيفة-
"ألا تُريدين التَحدُث عن شيءٍ ما؟".تَرددت إيلا في الإلتفات لها فَقررت أن تَفعل، التفت ناحيتِها حَيثُ تَقِف أمام غُرفتِها و شَعرُها مُبلل، ترتدي بِنطال عاديّ و قَميص ضيق بِدون أكمام، و قد ظَهرت نُدوب ذِراعيّها و عَضلاتِها، تأملت إيلا ميلدا بعينيها، فِعلاً لم تَكذِب سيلي في قَول أن ميلدا كُتلة إثارة حتى بِأبسط ملابِسِها.
اومئت إيلا بِالموافقة على الحَديث فَتحركت ميلدا لِتفتح باب غُرفة إيلا و تَدخُل ثم تَبعتها إيلا بِصمت، جلست إيلا على سَريرها و وضعت حَقيبتها جانِباً بينما ميلدا استندت بِيديها خلف ظَهرِها على المكتب و نَظرِها موجه نَحوها، تَوترت إيلا قليلاً مِن نَظرات ميلدا الصامِتة لِتكسِر ذَلِك بِقول أي شيء.
-تحدثت إيلا بِتوتر هادِئ-
"كيف كان اليوم في المدرسة؟".-تَنهدت ميلدا بِخفة و تحدثت بِشكل مُباشِر-
"انفصلي عن ذَاك الجوني".تَجمدت ملامِح إيلا لِلحظات تُحاول إستيعاب ما نَطقت بِه ميلدا للتو، الانفصال؟، لما؟، ماذا فعل لها؟، هل انزعجت بِسبب ما حدث في الصف؟، هل لا تُطيقُه؟، هل يبدو شخص سيئ؟، لَكِنه جيد معي أو أغلب الوقت لَكِن أعذُرُه بِسبب ما يَحدُث معه كَمشاكِل و غيرها، يُخرجني معه في كُل مرة يَخرُج بِها و نقضي وقتاً مُمتِعاً، و نمرح معاً كثيراً كَأي مُغرمان و الكثير مِن اللحظات الجيدة.
تَنظُر ميلدا بِهدوء لِإيلا التي تَجمدت لِبِضع دَقائِق مُتواصِلة و عينيها على الأرض، تَنهدت بِخفة و اخرجت ورقة دَرجات إيلا للعام الدراسيّ و وضعتها على فَخذيها بِهدوء و نجحت في كَسر الشُرود المُتجمد، تحركت يد إيلا بِهدوء لِتقرأ الورقة لِتجد درجاتِها في كُل المواد الدراسيّة مُنذُ بِداية العام حتى اليوم في يَدِها، استوعبت أن ميلدا قد عَلِمت بِالهُبوط الواضِح في دَرجاتِها التي كانت مُتقدِمة.
-كتفت ميلدا ذراعيّها و تحدثت بِهدوء دافِئ-
"بَعيداً عِن إنزعاجي مِن درجاتِك المُتدنيّة، جوني ليس أفضل شخص في العالم لِتبقين على عِلاقة معه".
-تَنهدت و همست-
"إنه السبب في تِلك الدرجات، كُنتِ تَخرُجين مَعه طوال الوقت و تُهملين واجباتكِ لِأجل الاستمتاع و أيضاً الكَذِب عليَّ لِأجلِه، أُريدُكِ أن تنهي الأمر معه بِكل هُدوء لا تُخبريه عن السبب الحقيقيّ لِأنه سَينكر ما فَعله بِكِ".
-تحركت نحو الباب لِتخرُج لَكِنها توقفت لِتُردِف-
"حتى و إن لن تَنفصلي عنه، أمرِه مُنتهي مُسبقاً و لن أرميكِ للهلاك مرة أُخرى بِسبب هذا الهُراء".
أنت تقرأ
The Little Girl
Romanceأن أعتني بِطفلة عائِلة قَتلتُها بِيديّ لَم يَكُن في الحُسبان، لَكِنَني أعلم أنَّ ذَلِك كان مُخطط له مُنذُ دُخولي لِذَلِك العالم.. رَغبة الفؤاد تُعارض رغبة الفِكر دَوماً لَكِن الشَخص هو الذي يَختار في أي طَريق يَسير بينهُما.. الانتقام قد يَتولد بعد ح...