1.

2.9K 70 11
                                    

أتمنى دعم الرواية و تصويت لها..
شُكراً لكُم 🖤..
.
.
.
بدايات الشتاء تُعلِن وجودِها بِإنخفاض درجات الحرارة في الأجواء، الثلوج الخفيفة، الأمطار مِنها الغزيرة و الضعيفة، الغُيوم المُلبدة التي تحجِب أشعة الشمس مِن يوم لِآخر، المِدفئات أصبحت تعمل في المنازِل، الأجواء الدافئِة داخِلها و التي يهرُب لها الناس بعد يوم عمل، دراسة، أشغال أُخرى، كوب الحليب بِالشيكولاته، السُترة المُحيكة مِن الجدة أو التي تم شرائُها، الالتفاف في الفِراش الناعِم، اللعب في الثلوج، تِلك الأجواء رغم إنزعاج البعض مِنها إلا أن الكثير يهيم بِها و ينتظِرها من العام للعام.

في ساعة مُتأخِرة من الليل المُعتِم في ليلة شِتاء باردة مع ثلوج بسيطة تتساقط كَقطرات الندى لِتتجمع معاً على الأرض المليئة بِهِم، البعض نائِم و البعض لا، في ذَلِك الحي منزِل وحيد لا تُضيئُه زينة الميلاد ولا حتى ضوء خافِت و إن كان يوجد فإنها تختفي سريعاً، كسر صوت اهتزاز الهاتف ذَلِك الصمت داخِل المنزِل مُعلناً عن قُدوم رِسالة، صدرت حركة من الشخص الجالِس على كُرسي طاولته لِيمسك الهاتِف و يقرأ تِلك الرِسالة.

"أمامكِ ساعة لِأسمع أخبارِهم الأخيرة، المبلغ تم دفعه مُسبقاً".
-إشعار رِسالة من الهاتف-
"تم تحويل مبلغ *** إلى حسابك البنكيّ الخاص بِك".
-صوت رِسالة أخرى-
"حتى الطِفلة لا ترحميها!".

اغلقت هاتِفها لِتتنهد بِخفة لِتقف من مكانِها لِتصعد نحو غُرفتها، ارتديت ملابسها الخاصة بِالعمل، ارتديت ساعتِها في معصمها، ارتدت قُفازيها الجلديين، وضعت شيئاً ما في حقيبتها الجِلدية و حملت حقيبة أُخرى و وضعت شيء في سُترتها، ارتديت حِذائِها، صففت شعرها القصير ثم ارتديت مِعطفِها و خرجت من المنزِل.

مِن حُسن حظِها وجدت الحافلة في ذَلِك الوقت إلا أن لديها سيارة خاصة بها لَكِنها تُبقيها بعيدة عن العمل، صعدت للحافِلة لِتجلس و تنظُر لِساعتها طوال الطريق حتى وصلت لِوجهتها، وقفت أمام الحي و اخذت تسير نحو العنوان الذي في الورقة معها في محفظتِها الجِلدية، وجدته أمامِه لَكِنها لن تدخُل المنزِل من بابه بل مِن.. نافذته كما يقولون.

تعرف كُل تفاصيل صغيرة في ذَلِك المنزل فَهي لا تأخُذ أي خطوة في عملها قبل التفاصيل، اتجهت نحو طريق آخر بعيد عن الأنظار في شارع خلف المنزل لِتجد بعض الحِراسة كما رأت في واجهة المنزِل، اختبئت خلف شجرة ما لِتُخرج ذَلِك الشيء ذ الذي هو مُسدسها من سُترتِها لِتتأكد من تلقيمه ثم ركبت الكاتم للصوت، ظهرت من العدم أمام أعين الحُراس و قبل أن يأخذوا أول خطواتِهم كان رُصاص ذخيرتها في رأسِهم و مكان قلوبهم في مكانها بِالفعل.

أصبح المكان الخلفي خالي لها لِتسير نحو أسفل أول نافذة رأتها أمامِها، اخرجت الحبال من حقيبتها لِتعقده جيداً و تلقيه نحو علية المنزل لِيتمسك الحبل في شيئاً ما، تأكدت من ثباته في مكانِه لِتصعد مُتمسكة بِالحبل نحو النافذة، فتحتها بِهدوء تام و لِحظها أن العائِلة تتواجد في غُرفة المعيشة لِفراغ غُرفة النوم، دخلت و ألقت الحبل على الأرض ثم اتجهت تفتح باب الغُرفة بِهدوء، الطابق العلوي فارغ جيد، اتجهت بِخطواتِها الثابتة مُسرعة نحو الأسفل لِتسمع أصواتهم.

The Little Girlحيث تعيش القصص. اكتشف الآن