"مرحبًا أختي الصغيرة".
كانت وقع هذه الجملة على مسامع ميلدا أصعب مما واجهت في حياتها، ما كانت تتهرب منه أصبح يتمثل أمامها وبكل برود وثقة، بدأ الارتعاش يظهر على يديها المُقيدتين لترفع نظرها نحوه بهدوء يتوقف الزمن بها، عينيه وما تحمله من حقد وشرور تجاهها قد عرفت بأنه هو وليس حلم كالعادة، مر شريط طفولتها المأساوية أمام عينيها سريعًا لتتذكر كل شيء وكأن ما حدث قد حدث بالأمس ليس منذ ثلاثة وثلاثون عامًا!.
ارتسمت ابتسامة شيطانية على شفتيه بعدما تحاشت ميلدا النظر لعينيه ثم مد يده أسفل ذقنها ليجعلها تنظر له إلا أنها أبعدت وجهها لكنه أمسك فكها بشدة ونظر لعينيها بغضب.
"لا تكونِ ذلك الشخص بعد الآن، أنتِ في قبضتكِ أي أنكِ ضعيفة لا حول لكِ ولا قوة".
-افلت يده بتقزز منها واخذ مشروبه من مساعده ليحتسيه واشار لحراسه بالخروج من الغرفة ماعدا مساعده-
-في تلك اللحظة افاقت إيلا من نومها بصعوبة-
"لقد أجدتِ التخفي عني جيدًا، منذ أن كُنتِ طفلة لعينة، كنت سأتخلص منكِ مثل والداي لكن كان القدر له لقاء آخر لنا في وقت آخر".
-تفاجأ جوني من كون والده أخًا لوالدة إيلا كما يعرف حتى الآن-
"كانا يُفضلانكِ عليّ لكن بأي حجة؟ رغم أنني ابنهما من لحمهما ودمهما وأنتِ مجرد حثالة من الميتم"
-نظر نحوها ببرود بينما بادلته النظر بصدمة فهي لا تتذكر أي لحظة قبل عيشها مع والديها-
"أجل أيتها اللعنة، اشتد على أمي مرض الرحم واضطرت أن تستأصله لتكمل حياتها رغم رغبتها الشديدة هي وأبي في ذرية أخرى وإخوة يؤنسوا وحدتي، فَجاءت تلك الفكرة القذرة في فكرهما رغم عدم معرفتي ما يخططان له وتفاجأت بذلك عندما ذهبا بمفردهما وعادا وأنتِ ثالثتهما ومنذ ذلك اليوم والحقد يكبر بداخلي تجاهك، بسبب غيرتي أنكِ طفلة وأخذتِ اهتمامها رغم أنهما كانا يعتنيان بي أيضًا لكنني كنت أنكر ذلك حتى وصل الأمر بأذيتي لأغراضك تعبيرًا عن كرهي لكِ وعندما علما بذلك أصبحا يغضبان عليّ وهذا ما لم أعتده منهما، وأصبحت ذلك المجنون الذي يرغب بقتلهما وقد خططت جيدًا لذلك حتى جاء ذلك اليوم ولحسن حظكِ قد هربتِ ولحجمكِ الصغير اختبئتِ في الجحور كالأرانب في أشجارالغابة المقابلة لمنزلنا ولكن ها أنتِ أمامي والعالم أصبح صغيرًا لحجمكِ لا تستطيعين الاختباء أكثر".
-تنهد ببرود وهو يرتدي قبضتك الحديدية تحت صدمة كُلًا من ابنه جوني وإيلا وميلدا-
أنت تقرأ
The Little Girl
Romanceأن أعتني بِطفلة عائِلة قَتلتُها بِيديّ لَم يَكُن في الحُسبان، لَكِنَني أعلم أنَّ ذَلِك كان مُخطط له مُنذُ دُخولي لِذَلِك العالم.. رَغبة الفؤاد تُعارض رغبة الفِكر دَوماً لَكِن الشَخص هو الذي يَختار في أي طَريق يَسير بينهُما.. الانتقام قد يَتولد بعد ح...