**********

50 21 7
                                    

بعد المسير على الأقدام لمدة ساعة ونصف كاملة في عتمة الليل الموحش استطاعت هاجر الوصول إلى كوخ الأعور المنبوذ، القامع بجوار الحدود التي تفصل بين عشيرة الأشقر والاشرم والذي تم نبذه به بأمر من فياض الأشقر لأبعاده عن أهل العشيرة ولكي يسلم الجميع من شره وأذيته بعد أن أكتشف بما يقوم به من أعمال سوداء خبيثة ،
توقفت هاجر أمام باب الكوخ و أخذت نفساً عميقاً تعيد به توازن جسدها المنهك ثم طرقت الباب طرقتان خفيفتان وهي ترى تلك الرسوم المتوارية بين عتمة الليل على كل شبر من أخشاب هذا الكوخ المرعب و المشؤم لم تكن هي المرة الاولى التي تنظر لهذه الرسومات و الأشكال الغريبة و لكن ما زال يقشعر بدنها في كل مره تراها ولكن كل هذا لا يهم في سبيل تحقيق غايتها المنشودة ، فأجابها بصوته المقزز من داخل الكوخ أدخلي يا أخت الاشرم فابتسمت ابتسامة تتشابه مع صوته المقزز ولم تستغرب من معرفته بأنها هي من على الباب فهي الوحيدة التي تقوم بزيارته كل فترة وأخرى ، ثم اعتصرت مقبض الباب وفتحته ببطء لينبعث منه ذاك الصرير المزعج الذي يضيف إلى أجواء هذا المكان المعزول رعب أكثر من ما هو مرعب ودلفت بجسدها إلى داخل تلك العتمة الكالحة السواد وهي تقول

\_\_ أين أنت أني لا أراك ولا أرى أي شيء ما هذه العتمة الموحشة التي تعيش بها

فرد عليها من بين هذا الظلام الذي لا تستطيع رؤية أطراف يدك فيه

\_\_ ماذا أتى بك في هذه الليلة أنه ليس موعدك

فردت عليه وقد تغير صوتها إلى نبره خبيثة يعرفها جيداً

\_\_ لم أتي إليك لذاك السبب فقد فقدت كل أملي فيه

فصفق بكفيه صفقه واحدة لتنير عشرات الشموع الحمراء من حوله ليتبين لها ذاك الوجه البشع وذاك الجسد النحيل الذي لا يكسوه اللباس الكافي ليغطي جلده الأجرب وهو مرتخي على كرسي متهالك وقذر تفوح منه رائحة جلد حيوان قد تم سلخه حديثاً وقال لها بصوته الذي يشبه فحيح الأفاعي

\_\_ أذاً ما هو السبب الذي أتيتي لأجله

فأضاقت عينيها الذين يتطاير شرار الشر منها وقالت

\_\_ أريد منك أن تقوم بشيء خارج سحرك الاسود الذي تقوم به

وأكملت قولها بعد أبدت ابتسامة خبيثة

\_\_ أريدك أن تقتل أبن أخي

\*\*\*\*\*\*\*\*

وفي تلك اللحظات كانت ليال كانت قد اجتمعت بالرجال واختارت مجموعة لابأس منهم لذهاب والانتظار في مفرق الطريق الذي يؤدي إلى جبال العشيرة حتى يصل فيكتور وجماعته لاصطحابهم ولتجنب أي مشكلات قد تحدث ، وبعد ذلك ذهبت إلى منزل عمها لتتحدث مع جسار أبن عمها الذي لا يعلم بأن الشيء الذي يكره حصوله ويخاف منه دائماً سوف يحصل في يوم زواجه ، ولكن فور وصولها لمنزل عمها تخبرها زوجة عمها بأن جسار خرج من المنزل في الصباح الباكر ولم يعد إلى الآن فتعتذر منها لقدومها بهذا الوقت وتطلب منها أن تخبره بأنها أتت للبحث عنه وتعود أدراجها وفي طريق عودتها للمنزل تلتقي لؤي أبن الحداد فتستوقفه لاطمئنان على حالة والدته

السطر الأخير حيث تعيش القصص. اكتشف الآن