*********

48 14 6
                                    

قبل أربعون دقيقة :

\_\_ سيدي أني أرى نار مشتعلة في منتصف الطريق أمامنا

بالطبع لن يجيب فكتور على سائقه بسهوله وبسرعه فهو زعيم مافيا ويجب أن تتصف شخصيته بالغرور والتعجرف ، ومثلما نرى في الأفلام والمسلسلات الكلاسيكية وغيرها يجب أن يتربع الزعيم الكراسي الخلفية لسيارته الفاخرة بكل تعالي وغرور وأن يكون بين أصابع يده ذاك السيجار الكوبي الضخم الذي يُرمى أو يطفئ قبل أن يُحرق تبغه ليكون السيجار في حسره لماذا قام بشعله من الأساس وهو لا يعلم بأن النرجسي الذي كان يحمله بين أنامل يده قد أشبع نزواته المشوهة عندما قام بإشعاله ولا يحتاج سوى نفخه واحده لإزعاج من حوله ويشعر بالارتياح بعد ذلك ، وهذا هو نفس الشيء الذي كان عليه هذا الذهبي الشعر ثلجي البشرة والأزرق العينين ، فبينما سائقه مازال ينتظر توجيهاته قام بأنزال بلور باب السيارة الذي بجواره بتثاقل وبنظرة تتصنع العمق إلى كبد السماء المتراصة بالنجوم وكأن تلك العينين الزرقاء الباردة تستطيع التأمل والإعجاب بغير تلك الأموال القذرة التي يكسبها من وراء صفقاته المشبوه ، ثم وضع ذاك السيجار في فمه وأجتر جزء لابأس به من دخان النيكوتين المحترق ونفخه من النافذة ليبدو إلى رجاله الذي يتبعونه بأربع سيارات ممتلئة بأنواع السلاح ، بأن سيارة زعيمهم قد نبت لها أحد المداخن من جانبها ، وبعد أن أتم طقوس غطرسته أجاب بعد ذلك سائقه بصوت محشرج من كثر الكحول الذي تعفن حباله الصوتية كل يوم

\_\_ توقف أمامهم أنهم رجال الأشقر

لتنطلق بعد قوله هذا رصاصات أسلحة الكلاشينكوف دفعة واحدة وينفجر إطار سيارته الخلفي وتنفجر إطارات السيارات التي خلفه بانتظام متلاحق فترتطم ببعضها البعض وتخرج سيارته عن مسارها وتصطدم بجذع شجرة منتصبة على جانب الطريق وفي نفس اللحظة تمطر مجموعة أخرى بوابل من الرصاص الغادر على رجال الأشقر ليلقى مصرعه أكثر من نصف العدد ويرمي النصف الآخر سلاحه رافعاً يده خاضعاً ليكون العدد المتبقي على قيد الحياة منهم نصف رجال الأشقر ، وبعد ذلك تخرج من بين الأشجار مجموعتان تتراوح ما بين خمسون إلى ستون رجلاً كل واحد منهم يضع لثام ليخفي وجهه ويحمل سلاح الكلاشينكوف بيده والملابس السوداء توحد أجسادهم فيكونون مثل الظلال البشرية الصامتة التي لا تستطيع حتى سماع أنفاسها وتقدموا بخطوات منتظمة في إيقاعها ليضع كل واحد منهم فوهة سلاحه على الجمجمة التي تقع أمام عينيه، وبعد ذلك يظهر من بين الظلام رجل طويل القامه يضع اللثام على وجهه أيضاً ولكن يرتدي ملابس مختلفة بلون مختلف لكي يميز نفسه عن بقية ظلاله وتقدم بخطوات مغترة وهو فارغ اليدين وسلاح الماكروف يبرز من جانب خصره ويتبعه رجل احدب لم يستطيع اللثام أن يخفي بشاعة عينيه المخرومة التي يبدو عليها عفن الأيام ، وعندما صار كليهما بجوار سيارة فكتور التي يتصاعد الدخان منها وضع الرجل الضخم كف يده على مقبض باب السيارة واهتره بقوة ليظهر فكتور وهو متسمر في مكانه والدماء تسيل من على جبهته لتصبغ لحيته الشقراء وعينيه الزرقاء الباردة تنظر إلى الضخم الطويل القامه والأعور الذي بجانبه وقد بدا عليه الاستسلام والخضوع وعندما رأى بأنهم يبادلانه نفس النظارات الباردة الذي يعلم معناها قال لهم بلهجة عربية متكسرة في حروفها

السطر الأخير حيث تعيش القصص. اكتشف الآن