********

13 3 2
                                    

\_\_ أهلًا بفياض الأشقر زعيم عشيرة الأشقر وكبيرها

هذا ما قاله غزوان وهو فارد ذراعيه بترحيب مبتذل يحوي سخريته من فياض الذي أتى وهو مكبل اليدين برفقة الظلال الخمسة لغزوان، الذي كانوا يجترون هذا الشايب المتعب بكل خبث ورعونه طوال الطريق الترابي المتفرع من الطريق الرئيسي إلى قلب الغابة التي رُبط على أشجارها فيكتور و رجال الأشقر الذين ينظرون الآن إلى زعيمهم وهو في هذا الوضع المؤسف الذي جعل كل واحد منهم يتمنى لو قُتل ولم يشاهد هذا الوضع الذي وصل إليه زعيمهم بسببهم....، ترحيب غزوان الساخر والمتبجح لم يستفز حكمت و رزانة فياض بل جعله يتفهم مع أي نوع من الأشخاص سوف يتفاوض معه ، وبأن هذا المتبجح الذي أمامه من النوع المتفاخر في نفسه والنرجسية الخبيثة تجري في عروقه ولا يهمه أرواح ومشاعر الأخرين أبدًا وإذا لم يُنفذ ما يرغب به سوف يقتل الجميع ويذهب دون أن يرف له جفن لهذا يجب أن يكون عنوان هذا التفاوض الهدوء والخضوع لطلباته ، فرد فياض على ترحيب غزوان الساخر

\_\_ ها أنا قد أتيت إليك بمفردي مثل ما أمرت من أنت وماذا تريد مني

فأطلق غزوان صدى قهقهته في أرجاء الغابة وهو يقترب بخطوات متعالية ووضع راحة يده على كتف فياض وقرب وجهه لتلامس عينيه الذي تقدح شرار الشر روح فياض المنهكة، وقال

\_\_ لا تقلق أيها العجوز الأشقر سوف تعرف من أكون ولكن بعد أن نتفق على ما أريد منك

ومن ثم قام بدفع فياض بدفعه كانت سوف تسقطه أرضًا ومن ثم نظر باستحقار من أسفل إلى أعلى إلى هذا الأشقر العجوز الذي إذا لم يكن في حالته الصحية الذي عرفة بها دومًا وعاد للجلوس على صخره بتكبر مكملًا لحديثة

\_\_ هل تعلم أيها الأشقر لم أكن أتوقع قدومك بهذه السرعة ولوحدك وأن تقف أمامي خاضعًا بهذا الشكل، لهذا أريدك أن تخبرني الحقيقة هل سبب خضوعك هذا احتجازي لرجالك النعاج هؤلاء أم هو احتجازي لفكتور وشحنة السلاح الذي أتى بها

سؤال غزوان هذا جعل من فياض يبتسم رغب كل المصائب الذي حلت عليه عندما علم في قرارة نفسه سبب سؤاله هذا لأنه نفس السؤال الذي كان يراوده في شبابه ومن ثم رد عليه قائلًا والابتسامة مازالت تزين فمه

\_\_ جواب سؤالك هذا سوف تجيب عنه الحياة مع مرور الزمن عندما تعلم بأن الحياة ماهي إلا وداع طويل، وبأن الجاه والسلطة والقوة عبارة عن سراب والشيء الحقيقي الباقي لك هو عملك الصالح ومحبة الناس لك الذين سوف يسقون تربتك بعد مماتك ويدعون لك

\_\_ ههههه الآن فقط تأكدت بأنه قد جف عودك أيها الأشقر وبأنك أصبحت مجرد عجوز خرف لا نفعه منه ويجب أن يتنحى جانبًا ويترك زعامته وأملاكه وتجارته لمن هم أحق بها، ولأنك َ لا تملك خليفًا لك سوى النساء يسعدني أن انصب نفسي زعيمًا ووريثًا لك ولعشيرتك

وختم قوله بضحك ساخر جعل كل رجاله يضحكون معهُ بسخرية واستهزاء ومن بينهم ذاك الاعور الدنس الذي كان يتوارى بينهم خافيًا نفسه لكيلا يتعرف عليه فياض الذي يستطيع التعرف عليه حتى لو وضع مائة لثام على وجهه، ولكن انهزام وخضوع فياض الذي تبين له في هذه اللحظات جعله يستجمع شجاعته ويخرج قيح غله وكره إلى هذا الأشقر الذي قام بنفيه طوال هذه السنين فلم يجد نفسه إلا وهو يخرج من بين الظلال الذي كان يتوارى بينها قائلًا بصوته المقزز الذي يحوي لك بأنه قد استبدل حبالة الصوتية بالأفاعي السامه

\_\_ لم أتوقع بأن تاجر السلاح فياض الأشقر زعيم عشيرة الأشقر الذي بإشارة منه يقتل من يريد وبإشارة منه ينفي من يريد سوف يكون بهذه الحالة المزرية يومًا وبأنه سوف يخرج هذا الكلام من لسانه ويتحدث عن الأعمال الصالحة ومحبة الناس حقًا أنه شيء يدعو للشفقة

فنظر له فياض بنظرة مخيفة جعلت الرعب يدب في قلبة العفن وينسى شجاعته الذي كان يعتزمها قبل لحظات ومن ثم قال فياض

\_\_ الأنا فقط عرفت من أين أتت تلك الدمية القبيحة التي قمتم بإرسالها لي

وفي تلك اللحظة ينتفض غزوان ناهضًا من مكانه بغضب وبدون أن يتردد للحظة واحده يخرج سلاحه من على خصره ويطلق على رأس ذاك الاعور النجس لينهار على الأرض جثة هامدة والدماء الدنسة تخر من جبهته فيتبدل حال كل تلك الظلال الضاحكة إلى أصنام صامته ترتجف رعبًا في داخلها وعيونهم تختلس النظر برهبة الخراف إلى هذا الذئب المتعطش للدماء والذي لا تستطيع التنبؤ بتصرفاته وهو يخطو باتجاه جثة الاعور حتى صار بجوارها ومن ثم رفع أسفل قدمه ووضعها على وجه الاعور وبدأ يهرسه بقدمة بطريقة شنيعة وهو يقول

\_\_ هذا ما يحصل لمن يترجى أن يتحدث في حضرتي ، من أنت أيها الاعور اللعين حتى تتجاوزني وتتحدث بنيابة عني

المشهد الهستيري هذا الذي يدل على جنون وانفصام هذا البشري النرجسي الخبيث جعل رجال الأشقر المحكمة أجسادهم بتلك الحبال والمطبق على أفواههم بتلك القماشات السوداء ينظرون إلى هذا الوحش البشري بعيون مفتوحة على مصراعيها بدهشة ورعب والأفكار بدأت تصرخ في عقولهم بماذا قد يكون المصير الذي ينتظرهم ، أما فيكتور لقد كان له وقع آخر فقد كانت الابتسامة الذي تغطيها قطعة القماش التي تطبق على فمه تتجلى في عينه ويبدو عليه السعادة والاستمتاع بما يرى ، وفي تلك اللحظة قرر فياض أن ينهي هذا المشهد الهستيري فقال بصوت هادئ

\_\_ أعتذر إذا كنت قد قاطعت تأديبك لهذه الجثة الخامدة ولكن كما ترى أني عجوز منهك وقد خار التعب جسدي وأريد أن أرتاح لهذا أخبريني بماذا يجب أن أفعل وتترك هؤلاء الشباب يرحلون في سبيلهم

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jun 12 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

السطر الأخير حيث تعيش القصص. اكتشف الآن