********

73 35 7
                                    


يقول البعض بأن الابتسامة التي ترتسم على وجوه الراحلون في اللحظات الأخيرة قبل الرحيل هي أحد أجمل الابتسامات التي تستطيع رؤيتها في حياتك ويقولون إن سببها هو مقدرة الراحل على رؤية شيء جميل جداً لا تستطيع مشاهدته إلى في تلك اللحظة الأخيرة قبل الموت وأنت تودع آخر أنفاسك من هذه الحياة ، ولكن الابتسامة التي كانت ترتسم على وجه رزان كانت الأغرب والأجمل وهي تنظر إلى وجه فارس الذي يتصبب بالعرق والمحمر من احتقان الدماء فيه من شدة الضغط والجهد المبذول في محاولته لرفع جسدها بكل قواه بعد أن استطاع وفي اللحظة الأخيرة بالإمساك بكف يدها

\-- إياك وترك يدي تماسكي ...أعطيني يدكِ الأخرى هيا
\-- هل لهذه الدرجة تحتاجني بجانبك. هل تحبني حقاً يا فارس

أخرجت رزان هذه الكلمات من ثغرها الذي مازال يحتفظ بتلك الابتسامة الراضية والحانية وكأنها ولأول مره منذ زمن تشعر بالرضا من نفسها وبأن لها قيمة وهنالك من يرد لها أن تعيش ويرغب بوجودها بصدق ومحبة ، رد عليها فارس وهو يخرج آخر ما تبقى من قواه في ذراعه التي تكاد العروق المنتفخة بداخلها بتفجر من الدماء المتدفقة بها

\-- وهل هناك رجل لا يحب أمه

وسحب جسدها إلى داخل الشرفة بكل قوته وكأنه صياد متمرس أعتاد على صيد الحوريات من قعر المحيط حتى اصبحا كليهما على أرضية الشرفة وبعد ذلك سقط من فوره ممتد على أرضية الشرفة تاركاً صدره يعلو ويهبط بتنفس جنوني وكأنه كان في سباق مارثون أخذ كل ذرة طاقة من جسده ، أما رزان انهارت جاثمه على ركبتيها التي لا تشعر بوجدها، ولا لوجود أي جزء من أطرافها المتجمدة ، تنظر إلى فارس المستلقي على ظهره من شدة التعب والدموع تنهمر من عينيها الزرقاء دون توقف والابتسامة الجميلة مازلت تزين ثغرها الجميل

السطر الأخير حيث تعيش القصص. اكتشف الآن