*********

51 22 8
                                    

وفي تلك الأثناء وفي عشيرة الاشرم كان غزوان الذراع الأيمن للأشرم وأبن عمه ، يشعل امسيه من الرذيلة والفجور في منزله كما هي عادته في كل مساء بعد أن جمع العديد من بائعات الهوى وأنواع الخمور والمخدرات التي يتفاخر بالمتاجرة بها ، لتكوين ليلة شيطانية تشبع غروره وشهواته التي لا تقنع أو تكتفي مهما القمها من مفسدات ، وبينما كانت تعلو أصوات ضحكات النساء النجسة من داخل منزله الواصلة إلى الخارج ، أقترب ثلاثة من حراس الليل ومعهم ذاك المخلوق المقزز الذي لا تستطيع تميز آدميتا جنسه في هذا الظلام الدامس ، وطرق أحد الحراس الباب وهو متردد وخائف بعد أن سمع تلك الأصوات العاهرة من خلفه وبعد لحظات ينفتح الباب ليظهر غزوان أمامهم وهو نصف عاري ومازالت أحد الفتيات تتشبث به وهي تلف ذراعيها حول جسده وهي تحاول شده للعودة إلى الداخل بطريقة مثيرة جعلت من الرجال الثلاثة يطرقون بنظرهم إلى الأرض بحياء وخزي شديد ، وكل واحد منهم قد أحمر خجلًا من هذا المنظر الخليع ،أما الرجل المقزز الذي كان يتوسطهم كان له وجهت نظر أخرى فقد اتسعت عينه الواحدة المتبقية في وجهه القذر فور رؤيته لغزوان والعاهرة التي تحملق به وابتسم ابتسامة خبيثة تبدي إعجابه بهذا المنظر الخليع الذي يتجسد أمامه بكل معاني الشهوة والفجور ، وعندها قال غزوان بصوت يحوي مدى ثمالته ونشويته

\_\_ ما الذي أتى بكم بهذا الوقت ومن هذا البشع الذي معكم

رد عليه أحد الرجال وهو يحاول أن يحد من بصره

\_\_ لقد امسكنا به وهو يتسلل إلى العشيرة وعندما قال بأنه من طرف السيدة هاجر ويريد أن يقابلك لشيء مهم أتينا به إلى هنا

عند سماعه لأسم هاجر تغيرت تفاصيل وجهه من تلك الملامح الباردة الفاترة الغير مباليه إلى ملامح جادة وانتزع بعنف تلك الأيدي الملتفة حول خصره ودفع بتلك العاهرة بعيداً عنه وقال

\_\_ اتركوه وأنتم اذهبوا من هنا

فأنصاع الحراس لأوامره على الفور وذهبوا دون النطق بكلمة تاركين هذا الرجل المقزز يقف في مكانه ومازالت تلك الابتسامة الخبيثة على وجهه ، وعندها صفق غزوان بيديه بقوة لكي تنتبه إليه كل العاهرات التي تنتظر رجوعه إلى أحضانهن وقال بصوت يمتلئ بالجدية

\_\_ الكل إلى الخارج لقد انتهت حفله الليلة

فالتفتت إليه الفتيات ونظرة الاستغراب تتجلى في وجوههن فالسهرة مازالت في بدايتها وهذه ليست عادته فأردف بصوت عالي وغاضب

\_\_ لقد قلت انتهت السهرة هيا إلى الخارج

فانتفضت كل عاهره من مكانها وأخذت عبايتها لتستر جسدها العاري على عجل ، وخرجن جمعهن وملامح عدم الرضا على وجوههن طارقات ذاك الأعور الذي ينتظر أمام الباب، ينظر إلى كل واحدة منهن تمر من جواره والحسرة تملئ قلبه العفن ، وبعد أن خرج الجميع وأصبح المنزل فارغ تماماً قال غزوان وهو يجر أقدامه إلى الداخل

السطر الأخير حيث تعيش القصص. اكتشف الآن