19 | مخلـوقٌ حلـوٌ.

74 14 11
                                    

مُلقى ارضاً بعدماً تلقى عِدة ضربات مؤذية ، مُتناسين بأنهُ متأذي مسبقاً ، بالرغم من خشيتهِ على نفسهِ من خطراً مُحدقاً الا أنه لم يتوقف عن الشتم ، المقاومة ، الصراخ والسُخرية ليُستفزهم مِراراً وتكراراً



شفتيهِ تُرتجف بعِدة اسماء مُرتسمة تماماً في عقلهِ ، نظر الى معصمهِ المُدمي اثر الحِبال التي رُبطت بشدة وضيقت على معصميهِ ظناً من انهُ سيُهرب ، ليتناسوا بأن ليس لديهِ القوة حتى للحركة بعد الأن



اتى بمخيلتهِ شقيقهِ يونقجاي لتُنكمش ملامحهِ وتختلط ومن ثُم أجهش بالبُكاء ، مسلوب الحُرية ، مُقيد في أنتماء لا يعلمهُ ، تائه في مكان لا يعلم طريق الخروج منهُ


اراد البوح بأحاديث كثيرة من بين شهقاتهِ وبكائهُ العالي الا انهُ بدأ كـ أبكم لا يعرف كيف يُقلب الحروف داخل فمهِ لتخرج واضحة ، ليسحب جسدهُ المُتهالك ناحية الزاوية حتى يتكور حول نفسهِ


اراد أن يصارع ضعفهُ ، قدماهُ الثقيلتين ، عرقهُ اختلط بدموعهِ ، انفاسهِ السريعة متشبعة بالخوف ، ومازادهِ هلعاً هو صوت اقدامهم ، ضحكاتهم ، والباب قد فتح ليدخل عِدة اشخاص

كل الحروف والكلمات قد طوقت حول عنقهُ تخنقهِ تجعلهُ عاجزاً عن وصف خوفهِ ، والصمت قد ابتلعهُ جراء الصدمة التي قد الجمتهُ


ارعبهُ وجود والدهُ بجانب مجموعة من الملامح الغريبة ، هُلع لرؤية ابتسامتهِ الخبيثة ، مشاعر كثيرة خالجتهُ وأن كان اغلبها الخوف ، روحهُ تشبعت بالخوف والتوتر لا غير


تراجعهُ للخلف وازديادهِ بأحتكاك الحِبال المُقيدة حول معصميهِ ظناً بأنها ستحل العُقدة جعلت من معصميهِ تُدمي أكثر ، لم يُكن يشعر بألمها قدر شعورهِ بقلبهِ يطرق صدرهِ خوفاً من رؤية والدهُ امامه


ذلك المنظر لم يُكن سهلاً لعقلهِ ولروحهِ ، هز راسهِ خوفاً يبكي بصمت محاولاً رفض تلك الصورة المُتشكلة على هيئة والدهُ امامه، ليئن بشدة أثر شخصاً ما شد شعرهُ حتى يجذبه لوسط الغرفة تماماً امام اقدام والدهِ

يصرخ طالباً للنجاة بينما من حولهِ يضحكون كونهِ عالقا تحت رحمتهم امراً غير مُحبباً للرؤية ، يستمعون الى أنينهُ ، يترجى ، يصرخ ، يبكي بشكل مخيف كُل ذلك لم يُحرك ولو جزء بسيطاً من تأنيب الضمير داخلهم


انحناء والدهُ نحوهِ وابتسامة تُزين ملامحهِ المُتجعدة جعلت من تشانهي يغلق اعينهِ خوفا من ذلك القُرب المُقزز ، رائحة انفاسهِ المُتشبعة بالخمر والسجائر قد استنشقها تشانهي ليشعر بمعدتهِ تتقلب وحتى وأن كانت فارغة

مخلُـوقٌ حلوٌ | بانغنيـوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن