24 | مخلـوقٌ حلـوٌ.

93 13 18
                                    

استيقظَ في الثالثَة صباحًا , الطرقُ على الباب ضعيفٌ لكنّهُ لم يستطع النومَ منذُ أن علم يونغهون بأن سولوزو قد عاد

..

ليتنهد تشانهي مُستقيماً يبعد الغِطاء عن جسدهِ بتكاسل فـ الأرق قد اتخذ منهُ وطناً ليحتلهُ ، فبات لا ينام خصوصاً أن أبن فرناندو قد خرج من المنزل مُتجهما ملامحهِ تكسوها الغضب والانفعالات

ليمسح وجهه بأنهاك وأتخذ خطواتهِ البطيئة ناحية باب غرفتهِ ليفتحهُ ، ليأخذ نفس عميق مُرتجفاً يُغلق جُفني عيناهُ لدقائق معدودة ومن ثُم قطب حاجبيهِ للرائحة المجنونة التي اندفعت الى انفهِ

"مرحبا"
صوتهِ ثقيل ، مبحوح ، ورائحة النبيذ مُنتشرة ومُركزة جعلت من تشانهي تتاكد شكوكهِ عن أن يونغهون قد ثَمل وأصبح بلا عقل وغُمر بأحزانهِ

فتحَ الباب و باعدَ بين خطواته ليخرُج , يقفُ بـ قصر قامتِه أمام الآخر المتكئ بإنهاكٍ ضدّ الحائط و كتفيه مُنحدرَة .. و وجههُ سيءٌ تمامًا

تأمّلهُ بنظراتٍ حزينَة , لا يُمكنه تحمّل رسمِ تعابير وجه باردَة الآن ..شيءٌ بداخله تبعَثر , شيءٌ يصرخُ عليه أن يأخذ الأطول بين ذراعيه ، وهو فعل دون تردد أقترب يُعانقهِ امام باب غرفتهِ بهدوء شديد

"هل تعرفُ كم الساعَة الآن تشانهي؟ مالذي تفعلهُ في الخارج حتى هذه اللحظَة ؟ "
حاولَ تليين نبرَة صوته و وضوح اهتمامه ، اراد عتابهِ لأختفائهِ وجعلهُ بأوساط القلق والخَوف ، ليُغلق عيناهُ بالم حينما أستمع الى آنين يونغهون ..

ابتلعَ حُموضة النبيذ اللاذعَة و غصّ بـ غُصّة مُؤلمَة , ومضَت عيناهُ بثقل و رفعَ يدهُ التي تُمسك بـ زجاجة النبيذ تجاهَ الشمال يصنعُ تعابيرًا مُتفاجئة .. و تِيهٌ حُفِر في وجهه بـ بُؤس و انهيَار..

"مالعمل؟ لقد عاد واخيراً.. "
قهقهَ بقوّة و انحدرَ جسدهُ للأسفل , حُنجرتهُ قد جُرِحَت و صوته قد اختفى تقريبًا .. و تشانهي حدق في المكان حولهُ بـ قلقٍ أن يرون الحُراس تشانهي وضعفهُ

"لقد عاد بعدما قتل عائلتي "
, أعادَ النظر إلى تشانهي .. يبتسمُ بحُزن , يُهمهم أكثر من أنّهُ يهمس .. بضُعف , بشيء مُؤلم

في هذه اللحظة تشانهي لا يعرف , لا يعرُفُ كيف يتصرّف الآن .. بدَا خائف قلِق مرعُوب و .. مُتألّم رُغم صراخ عقلهِ بأن يكمل عناقهِ للخائر فوق الأرض ، أن يجذبه لداخل غرفتهِ ويعانقهُ حتى يسقط نائماً

بضع أيّام ويونغهون قد خَسِر وزنًا و بَهُتَ وجهُه و .. و عيناهُ فارغَة ، مع ذلك أستقام مُتكئ على الجُدار خلفهِ مُترنحاً عِدة مرات ليصطدم بـ يونغهون الذي ترنح بتفاجأ واصطدم ظهرهِ بالباب خلفهِ

مخلُـوقٌ حلوٌ | بانغنيـوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن