25 | مخلـوقٌ حلـوٌ.

87 13 16
                                    

مُرهقًا عاد إلى المَنزِل ، الليلُ قد خيّم على المدينة و النوافِذ قد أُغلِقت في وجهِ القمر الحزين ، ملئ كأسهِ بالنبيذ المُتبقي لديهِ بينما خلع كُلَ قِطعَةٍ مُلِئت بِرائحة بن فرناندو عن جسدهِ و وأستبدلها بأُخرى جديدة

الإبتسامة قد باتت جُزءًا لا يتجزأ مِن شفتاهُ ، شفتاهُ التِي قُبِّلت مِرارًا و تِكرارًا بِشغف ،شفتاهُ التِي ذاقت طعم النَّعيم و حلاوتَهُ

ليلة أُخرى تمضي هكذا، يُقضي مُعظم وقتهِ بعد عودتهِ من المدرسة حتى قُبيل العاشِرة بَين أحضانهِ يتحدث بِلا كَللٍ و لا ملل، يجعلُون مِن الحُب وردًا و ويملأُ بهِ بِساتين رُوحِهم الباهِتة

ليِلقي تشانهي بِجسدهِ بجانب يونغهون بعد أن تناول كأس النَّبيذ من أعلى المنضدة ، يمطِر جَوفهِ بِها، بِتلك القطرات المُرة التِي كانت تلسعُ روحِهِ كنحلةٍ ما ، قِمم أنامِلهِ الحُرة قد تَبعتَ خُطى تِلك الشِفاه الكرزية، تبدأُ مسيرها مِن عُنقهِ الذِي بدا كمدينةً مُحتلة تَرك أهلها الحُطام يسكُنها، تَتجول على جسدِهِ ، تلهو حول قلبهِ ، و تَطرُق جِدران معدتِهِ ، تسيرُ على خُطى تِلك الشِفاه راجيةً أن تَجِد تلك النُقطة التي أستقرت فيها الشِفاه الحُلوة تنتظِر قمم أنامِلهِ الباردة و التائِهة و الجائعة لِلحُب

فراشاتُ الربيع قد إستقرت داخل جَسدهِ ، لا يهدأُ لها بالًا حتى يعود بين تِلك الذراعين، تَستمِر بالتخبُط داخل جسدهِ الرقيق، تخدِشهُ بهلعٍ، تدفعُه تِجاهه

"مرحبًا بِك"
ذِراعيه تحتضِن خصرهِ، تُقربهُ إليه، تُقربهُ حتى تُمحى المسافات و الحُدود كُليًا يتحدَث بِالقرُب مِن شفتاهُ ، السجائِر و النَّبيذ ... و الرَّماد كانت ما تَكون مِنه، و هكذا كانت طعم قُبلاته

مُسكِرة و سارِقةً للأنفاس و مُميتة ، أشبه بالموت ، نعم كانت أشبه بالموت و كانت الشيء الوحيد الذي يُشعر ابن الشيطان بالحياة

"مرحبًا بِك"
إتسعت إبتسامتهِ بينما كرر جُملته، مُحاولًا مُماشاة تِلك النَّبرة العميقة التِي كانت تسحبهُ أعمق و أعمق، تَمتص رُوحهِ

في ثانية أو أقل، عينيه اللامعتان قد أنطفئتا، ينظُر لمكانٍ ما لكنه لم يكُن ينظُر نحوه ، لم يكُن ينظر لهُ ، ليُدير تشانهي رأسهِ ويجد سونوو يقف في بداية غُرفة المعيشة ينظر نحوهم

بفزع تشبث تشانهي بأذرع يونغهون ، لكونهِ عالم بأن محبوبهِ سيِنشغل عنهِ طيلة الليل ، ليُستشعر يونغهون يشد عِناقهِ ايضا مما جعل تشانهي يعيد نظرهُ اليهِ ليجدهُ لا زال يحدق بسونوو

"أنظُر لي، إنني هُنا"
تَحركت كفاهُ ، بِدون التفكير لِمرة، تِجاه وجنتيه، أحتضن تِلك الوجنتين بين أكفُفهِ و أدار رأسه تِجاههِ ، ليدنو دون اهتمام لنظرات سونوو ناحيه تشانهي ويُقبله، مرة حُلوة ، يسرق انفاسهِ ، يجعل من روحهِ تقف على قمم اقدامها على وشك السقوط

مخلُـوقٌ حلوٌ | بانغنيـوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن