نيويورك-1990.
ليلاً حيثُ بزوغ القمر في أجنحة الظلام لينير العتمة شقة عالية المبنى مُهترئة شرفة كبيرة تزحزح الستار الأحمر، ظهرت فتاة من خلفه رشيقة القامة و الجسد شعرًا قصير ملامح أخفائها الظلام تتقدم الفتاة تعبر الشرفة لتقف أمام السور العالي، تتضح ملامحها ملامح هادئة حادة عيون تائهه إبتسامة مُلفته تُزين الوجه الجميل، حمقلت العيون التائهة للقمر المنير وسط ظلمة الليل:
كيف حالك أيُها القمر اليوم؟ أشعر بنورك و كأنني آراه تبدوا اليوم مُنيرًا و سعيدًا عن الليالي السابقة، نيويورك كبيرة ولا أجد منفذ للهواء فأنا أعتدت شم الهواء مرارًا في مدينتي الصغيرة الآتيه منها ولكنك بالفعل تُشعرني بالهواء و روائح الطبيعة التي فقدتها بالأمس تذكر دائمًا أنا صديقتك إيفا لا أراك لكن بالفعل أشعر بك.
نداء مفاجئ يعاتب إيفا:
إيفا الا تكفين من الجلوس أمام الشرفة مرارًا و تكرار تهلوسين كثيرًا هناك، هي تقدمي ساعديني في أعمال المنزل.
إيفا:
هذه عمتي ليزا تولت رعايتي بعد موت أبي و جاءت بي هنا للعيش معها في نيويورك، نعم فقدت أبي من وقت ليس ببعيد.
***
"حياة من الماضي"
إيفا تعيش بمدينة متواضعة فهي لا تعد شيئًا أمام المدن الكبيرة فكيف بنيويورك، منزل صغير حديقة صغيرة حياة بسيطة مطمئنة، إيفا رغم أنها فتاة لا ترا فقدت بصرها عندما كانت بعامها الأول تحت أثر حادث غامض مجهول الا أنها فتاة ذكية ولديها حس قوي وخيال واسع فهي تتخيل ما لا تراه بصوفه أو استشعاره وتعيش حياتها كالبشر الطبيعيون و تتميز بصوت جميل عند الغناء عذب طيب السمع، تولت العناية بوالدها المريض يعاني من مرض مزمن قد لا ينجوا منه، شديدة التعلق بوالدها فهو الحياة المبصرة بالنسبة لها وهو ألوان الحياة السبع فهي دونه حياة سوداوية لا أمل بها، هو كل عائلتها فهي دون أخ و أخت و حتى أم هي لا تعلم من أمر والدتها شيئًا منذ عامها الأول فقط طيفها صوتها الغامضين تراها و يتردد بأذنيها من حين الى حين آخر.
القدر يحكم بقبضته دائمًا ليؤلمنا بـالفراق من نحب.
إيفا تعد الشاي في المطبخ الصغير ملامح مشرقة إبتسامة موسعة تُزين الوجه الجميل، تغني بصوتها العذب يطرق زوايا المنزل الصغير تغني أغنيتها المفضلة كالعادة "ستشرق الشمس و إن طال الظلام لتعطي للحياة حياة"
بينما هي منشغلة جاء صوت صاخب يطبطب على قلبها بقوة!
الأب أرتفعت يده فوق الطاولة القريبة له فوق الإناء من أعلى الطاولة وما ان سقطت على الفراش.
إيفا شعرت بما حدث رمت الإبريق يندثر الشاي فوق الفرن، ركضت سريعًا إلى أبيها قائله بصوت حزين و ملامح كسرت:
أبـي! .
أقتربت إيفا الى سرير أبيها أجله حان الأب فارق الحياة.
سقطت عنده تتلمس جسده البارد رفعت أناملها الناعمة لقلب أبيها بالفعل قلبه توقف عن النبض لتصرخ صرخة مدوية بوجهًا شقي:
أبـــي! لا تموت و تتركني أرجوك يا أبتااااه.
أغنيتها بصوتها الشجي العذب "ستشرق الشمس و إن طال الظلام لتعطي للحياة حياة" هل يا ترا ستشرق الشمس بقلبها المظلم الآن ؟
إبريق الشاي منثورًا فوق الفرن الأب لم يشربه فقط مات قبل انتهائه.
بقيت إيفا تبكي بكاءً مُبرحًا قرب سرير أبيها تعاني الشقاء فهي فقدت الحياة بقلبها بعد موته من لها و كيف ستعيش هي دونه لا شيء يذكر بل جسد دون روح.
أنت تقرأ
رواية : أحببت عمياء
Romanceاتذكر تلك الاحلام التي عشناها ، لا تزال ضحكتك عالقة بالذهن يا شمسي و قمري وكل نجومي، قلبي يثق بك ويثق برجوعك اليه (احبك ) .