تمضي الأيام بل الأشهر
إيفا تقابل إيثان بكل مرة تخرج بها
نشأت بينهما صداقة كبيرة، كثيرًا
ما جلست تغني له كم تفعل مع دانيل
سابقًا، أعجب بصوتها كإعجاب دانيل،
أصبح أسير بصوتها يطلب منها بكل
مرة الغناء له، إيثان يأخذ إيفا كثيرًا
لإسطبل خيوله هو مربي خيول و فارس
ماهر، تشاركا ركوب الخيل يمرحان
و يسرحان فوق حقول المدينة وطرقاتها
شعرت إيفا أن قلبها يستعيد نبضاته السعيدة
التي فقدتها منذ موت دانيل.
__
إسطبل الخيول-صباحًا.
فوق السور جلسا إيثان و إيفا
يتحادثان مع اشراقة الصبح البهيج.
فقال إيثان بحيرة:
-إيفا؟
-ماذا إيثان؟
-أنتِ فتاة عمياء لكن لمَ أشعر بهذا
ابدا أنتِ ذكية ولديكِ إستشعار قوي
تستشعرين كَل ما حولك ولو ترينه.
-هذه نعمة من الله، أبي قال
لي لديكِ بصيرة القلب وهي أهم
من بصيرة العيون.
-صحيح يا إيفا، وليس دائمًا
كل إنسان فقد شيئًا من حواسه
إنه عاق او عار بل على العكس
قد يمتلك مواهبًا وعقل أكبر من هؤلاء
المتعافين، دائمًا أؤمن ان الاعاقة بالعقل
وليس الجسد، ما فائدة الجسد المتعافي
ولديه عقل معاق؟
-هذا هو المنطق الصحيح يا إيثان.
-إيفا هل ولد العمى بمولدك؟
-نعم!
-لكن هنالك سرًا غريب غامض.
-ماهو؟
-أخبرتني إنك ترين كابوسًا من الماضي
يلاحقكِ من خلال حديثكِ هذا أنتِ مبصرة
في عامك الأول رأيتِ والديكِ يتشاجران
شعاع الشمس و الظلام الطريق الذي صدمتِ
به و ايضًا عجلات الدراجة التي صدمتكِ؟
لقد فكرت كثيرًا و كثيرًا حتى وصلت لهذا
الاستنتاج وهو ان العمى لمَ يولد بمولدك.
إيفا بالدهشة كبيرة وعدم الاقتناع بقوله:
لا، يا إيثان أبي قال هذا
وعمتي أيضًا قالا العمى ولدا بمولدي .
إيثان:
فسري لي إذًا رؤيتك للكابوس مبصرة؟
إيفا بالصدمة زاد خفقان قلبها شعرت
بالحيرة والغموض:
-حقًا لا أعلم!؟
-نعم، لإنكِ لمَ تفكري بهذا مسبقًا.
-إيفا العمى لم يولد بمولدك
و إنما بحادث الدراجة فقدتِ العمى
في عامكِ الأول، والدك و عمتك يقولان هذا
لإنهما يريدان التستر على سرًا ما.
نهضت إيفا بالصدمة كبيرة:
-مااذا؟
-عمتكِ لديها الجواب عن كل هذا
أذهبي إليها و اسأليها.
__
المنزل.
جاءت إيفا مسرعة مندفعة فتحت
الباب بقوة نادت بالصوت عالي:
عمتي! أين أنتِ؟.
العمة كانت قرب طاولة الطعام
في المطبخ، تحتسي الشاي
فقالت بالعجب:
أنا هَنا يا إيفا في المطبخ؟
ماذا هناك!.
تقدمت إيفا بإندفاع ولا تكاد تلتقط أنفاسها
فقالت:
عمتي! هل ولدت عمياء أم مبصرة؟
أنزلت العمة كوب الشاي بحيرة من
أمرها:
-هل أنتِ مريضة يا إيفا؟
-أناا بخير يا عمتي فقط أريد جوابًا
على سؤالي؟
-نعم ولدا العمى بمولدك.
-كذب ! كذب! اذًا لمَ رأيت أبي و أمي
يتشاجران و شعاع الشمس عجلات
الدراجة التي صدمتني!! أعتقد
أنني فقدت العمى بذلك الحادث فقدت
عندما كان عمري سنة واحدة فقط.
تبعثر موقف العمة فالصمتت دون رد.
صرخت إيفا:
إذًا هذا صحيح أنا ولدت مبصرة؟
لستُ عمياء.
العمة بإستسلام:
صحيح يا إيفا لم تولدي عمياء
بل مبصرة.
تراجعت إيفا خطوتين للوراء
قلبها يكاد يخرج من هول ما سمعته.
شعرت الأرض تدور بها و تسقطها
في حفرة كبيرة دون نجاة.
أنت تقرأ
رواية : أحببت عمياء
Romanceاتذكر تلك الاحلام التي عشناها ، لا تزال ضحكتك عالقة بالذهن يا شمسي و قمري وكل نجومي، قلبي يثق بك ويثق برجوعك اليه (احبك ) .