الفصل الحادي والعشرون(الفراق)

17 5 4
                                    


عامين لفراقنا يا دانيل مُنذ أن فارقتني
لمَ أرى السعادة تزور قلبي أو أشعر
بتلك الأيام المبصرة معك!
عدت لحياتي الحزينة السابقة
ماتت الابتسامة بين مقلتي
ذبلت ملامح الحياة من وجهي
عاد كوابيس الماضي تزورني
مرات عديدة ..
أنفر من الأماكن التي جمعتنا
الجسر محل الحلوى تركت عملي لهذا
أمام البحر و الطريق الذي دائمًا ما التقيك
به بل بغضت نيويورك بأكملها سماءها
أرضها شهدت على حبنا جمعتنا
عشنا أيام سعيدة و أخرىٰ تعيسه.
__
بينما إيفا جالسة أمام شرفت غرفتها
تتفكر بماضيها الأسبق.
فتح الباب فجاءة نادت ليزا:
إيفا لنعد الرحيل!
نهضت إيفا بالدهشة:
الرحيل!
أين ياا عمتي؟
نعد لبلادنا في الشرق
يتعودين لمدينتك الصغيرة
يا إيفا سنعيش هناك في
منزل والدك الذي أخذتكِ منه.
دهشت كثيرًا!
لا أعلم هل أسعد بهذا أم أحزن!
لا طالما تمنيت العودة لمدينتي
ومنزلي الذي عشت تحت سقفه أنا
و والدي هنالك ايامًا الجميلة و رائحته!
ولكن لمَ عمتي أختارت الرحيل فجاءة
عن نيويورك التي ترعرت بها طويلاً
لم يخطر ببالي يومًا ان تتركها!
إيفا بالدهشة:
عمتي! لم نترك نيويورك فجاءة هكذا!
ليزا بجديه:
نيويورك يا بنيتي مدينة سريعة
التطور! إنه تنهض بحضارتها سريعًا
نحن على مشارف سنة 1993
هي تغيرت كثيرًا عن المدينة في
سنة 1990!
فماذا لو وصلت أواخر التسعين
أو الألفين ستكون مدينة زاهرة
متحضرة تتعدد بها الوسائل
والخدمات هنالك سياح كثر
يستهدفونها!
منطقيًا لن يتأقلم العيش بها
سوا فاحشين الثراء،
ماذا تريدين من عمتكِ الفقيرة
نحن لا نستطيع العيش بها بعد
الآن سنذهب هناك في المدينة
التي أتيتِ منها نضمن لقمة
العيش و سقف يأوينا من الشتات.
حديث عمتي واقعيًا و صائب
أعددنا العده للرحيل عن نيويورك
التي شهدت حبًا من حب الزمان
أسبوع واحد حتى جهزنا للسفر
عن نيويورك.
__
مطار نيويورك-السادسة مساءً.
ازدحام البشر في المطر
ليزا تحمل الحقائب الكبيرة من خلفها
وتمسك بيد إيفا مسرعةً متقدمة
تنافس تزاحم المسافرين حتى صعدتا
الطائرة حلقت بهما للبعيد.
حال إيفا يقول بعدما هجرت
المدينة التي شهدت حبها بـ دانيل..

أتذكر تلك الأحلام التي عشناها ،
لا تزال ضحكتك عالقة بالذهنِ
يا شمسي و قمري و كل نجومي ..

سأراك يوما و تتشابك أيدينا ،
سنقتل البعد و نقتل تلك الليالي العجاف .

(دانيل ) حبيبتك (إيفا ) فوق جسر الإنتظار ، فلا تطيل البعد و الفراق ، فمازلت كما عهدتني و ستظل كما عهدتك .

قلبي يثق بك و يثق برجوعك إليه .

أحبك.

رواية : أحببت عمياء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن