<محل فن الحلوى السادسة صباحًا>
إيفا فتحت الفرن ترتدي القفاص الكبير
أخذت الصحن ساخنًا وبه عدد من الحلوى
الساخنة ذهبت به للعاملة الأخرى أعطته لها
أخذته منها، أنزلت إيفا القفاصات الكبيرة
فتقدمت نحو النافذة شعرت بالضوء الشمس
المتسلل منها، تتنفس الصبح المشرق
فقالت:
الصباح جميل دائمًا.
**
في مكان آخر قرب البحر الهائج إنحدر
نور الصبح فوقه كان المنظر جميل يسر الناظرين
هنالك شاب وحيد أمامه جالس فوق كرسي ومن
أمامه لوحة ألوان متلونة و قلم رسم كان يرسم
بالعمق ومن ثم يتأمل البحر.
لوحته عبارة عن رسم فتاة فتاة لم تكتمل ملامحها
سِوى إنها فتاة ذات شعرًا أسود قصير ابتسامة ساحرة وجهًا بلا عيون.
لينهض الشاب فيمضي فوق مياه البحر الهائجة
يفكر كثيرًا مطأطأ رأسه خرج من صمته أخيراً فقال:
إيفا متى تصدقين بي؟ ..
كان دانيل لا تزال إيفا تشغل ذهنه
يريد التقرب منها وهي تدفع به بعيدا
حتى تلك الوحة تتوسط ملامحها كان يرسمها منذ وقت..
نعم دانيل فنان بالرسم وهي من هوايته المحببه،
معروف كيف هي مشاعر و أخلاق الرسامين
فهم عرفوا بتلك المشاعر الصادقة و النبيلة.
**
عند الساعة الثانية ظهرًا
جاء أحد العاملين قائلاً:
المدير أخبرني أن نقفل المحل عند الساعة الثانية
و النصف أتمنى ان تعدوا العدّه و تخرجوا.
دهشوا من حديثه فقالت جودي:
-غريب! أن يقفل المحل بهذا الوقت.
-نعم هنالك أعمال صيانة ستقام و لمدة ثلاثة
أيام ستكون إجازة لكم.
تغيرت الدهشة لسعادة كبيرة بالإجازة التي
منحت لهم.
لكن إيفا بقيت مذهولة بمكانها لا تصدق ما
سمعت:
يا إلهي عمتي لا تعلم ان هنالك صيانة في
المحل كيف لي الذهاب للمنزل..
وما أن خلاء المحل إيفا بقيت وحيدة
خارجًا، لا تعلم شيئًا ولا ترا شيئاً فقالت بقلق:
يا إلهي كيف لي العودة للمنزل الان!
عمتي لا تأتي الا مساءً الوقت طويل.
فقالت بشرود لفكرة واهية:
هل أذهب للمنزل وحدي!
لا لا! فأنا أخاف كثيرًا!
يا إلهي ما أنا فاعلة..
بعد انتظار دام لوقت قررت إيفا
الذهاب لمنزلها هي تعرف انه يبعد
عن المحل 300قدم ويقع بالحي الغربي
وهنالك ستمر بالطريقين
عند ظهور إشارة التوقف لسيارات
يسمح للمشاة السير فوقه
عندما تقتربين من الشارع استمعي
للأصوات ان سمعتِ صوت السيارات
توقفي ولا تتحركي ابدا فهذا دورهم
يمضوا فوق الطريق و ان سمعتِ
اقدام البشر تمضي فوق الطريق أمضي
فهذا دورهم، وعندما تخرجين من خطر
الطريقين يصادفك متجر صغير يبيع
به عجوز كبير تسمعين صوته وهو ينادي
المشترين تقدمي نحوه سلمي عليه
و سيري في الاتجاه المقابل توخي السمع
من حولك كي لا تصدمي بالشي مدي يدك
الأخرى كي لا تتعثري بجسم ضخم
ضعي يدك الأخرى فوق الجدار اجعلي
الجدار دليلك دائمًا،
بعد مضيك في الاتجاه المقابل فقط
ثلاثون قدم و تقفين أمام باب المنزل،
نعم.. هذا ما قالت لي عمتي وصفت لي
الطريق جيدًا خوفًا من ظروف الأيام التي
لا نعلمها عندما وصفت لي هذا شعرت بالملل
وقلت بذات نفسي عمتي تقلق أكثر من اللازم
لكن بالفعل ما تنبأته حصل! عمتي لديها خبرة
جيدة بالحياة يا لك من حكيمة يا عمتي
الان أنا وحدي و سا امضي لطريق الذي وصفته لي
سيكون دليلي.
مضت إيفا بهدوء و يديها تلتمس الهواء
هي شخصًا ضرير ستمضي كـ مضيهم
.
<محل الحلوى>
جاء دانيل سريعًا أمام الباب تفاجىء:
المحل مغلق و بهذا الوقت!
غريب جدًا عادةً ما يغلق مساءً!
خرج من الباب القريب العامل الذي
أخبرهم بالخروج يخرج ما تبقى
من المحل و لإكمال الصيانة به.
تقدم إليه دانيل فقال مذهولاً:
-لمَ تم إغلاق المحل مبكرا؟
-هناك صيانة في المحل.
-صيانة!
-نعم.
-هل خرج الجميع!
-نعم انصرفوا منذ وقت.
-وتلك الفتاة العمياء إيفا! كيف
لكم بتركها وحيدة تذهب لمنزلها.
-لا أعلم كانت هنالك منذ وقت و ذهبت
يبدوا انها تدل الطريق.
-شيئاً غريب ان يتم معاملة فتاة مثلها بهذا الشكل
ماذا لو أصابها مكروه.
-ليس من شأني أنا أركز على عملي فقط وما تم
أمري به.
-نعم! هذا ما تفعلوه فقط تنفيذ الأوامر.
-إذا أنت قلق عليها الحق بها لم تبتعد كثيرًا
على ما يبدوا (الى اللقاء).
دانيل انصرف من أمامه سريعًا
عيونه تنظر لطريق بدا في داخله
مخيف يتسأل في ذاته كيف لفتاة
"عمياء" تجاوز كل هذه الطرق
قلق خاف عليها كثيرًا.
**
إيفا تمضي في الطريق المعاكس
حتى وصلت الزقاق شم رائحة كريهه
فقالت علامات الصدمة تعلو وجهها:
يا إلهي اسلكت الطريق الخاطىء!!
.
دانيل بين الشارعين يبحث عن إيفا
بين وجوه البشر فنادىٰ أعلىٰ صوتهَ:
إيفا! إيــفا!! .
أنت تقرأ
رواية : أحببت عمياء
Romanceاتذكر تلك الاحلام التي عشناها ، لا تزال ضحكتك عالقة بالذهن يا شمسي و قمري وكل نجومي، قلبي يثق بك ويثق برجوعك اليه (احبك ) .