١٠-بعض من الدفئ

65 5 1
                                    

كان يقف كلاهما مستندا على السيارة فى المكان الذى اعتادا التوقف به بالقرب من عربة الشاى الخاصه بصديقه كان قد اخرج سيجارة وقد ادرك انها الأخيره فى علبته ليعيد وضعها بجيبه مجددا لعدم وجود ما يلقيها به مشعلا اياه بينما كلاهما صامت لم يدم الوضع ثوانى حتى وجدها تسحبها من بين اصابعه التفت اليها حتى لا تلقيها لقد كانت الاخيره وهو حقا بحاجه الى واحده.

"مترميهاش معيش غير......" ما منعه عن اكمال ما يتحدث به هو انها لم تلقها بل وضعتها بفمها انتظر بعض السعال او ان تبدى قرفها منها ولكن لم يحدث وكأنها تدخن بالفعل سحبها منها مجددا وهو يعيدها الى فمه محاولا الا يبدى رده فعل مبالغ بها او صدمته بالأحرى"بتدخنى من امتى "

"سنتين بس مش بشرب علطول كل فتره طويله واحده او حاجه وانت كل ما تشوفنى واقفه تولع واحده وانا مقريفه اصلا " تحدثت بهدوء بعد ان اعادت اخذها منه لينظر لها بضيق .

"يعنى طلبت معاكى تشاركينى السيجاره وانا مش طايق نفسى "

"مش لوحدك اللى مش طايقها " تحدثت بسخريه لاذاعه وقد استسلم بالفعل وتركها لها تكمل تدخينها بينما تعلقت عينيه عليها هو يدرك شئ ما للمره الأولى وكأنه يقابلها الان وحسب هى أية شخص اخر ليست ندى متمرده اجل ولكن على الأشياء السيئه المحيطه بها لا تتمرد بلا سبب تدخن لانها تريد قررت انها لا تود الزواج حتى لانها لا تجد نفسها صالحه كفايه كأم فى حين ان الأخرى كانت بكل الانانيه والحقد تجد نفسها تصلح هو لا يحب الحديث رفقتها لاجل شئ اخر سوى انها أية يقنع نفسه منذ فتره لا بأس بها انها تذكره بحبه الأول ولكن هى ليست الأخرى لا تشببها بشئ واحد الضوضاء الذى تشغل عقله الان لأجلها هى ولا شئ اخر سواها ،

الطريقه الغريبه الذى يدق قلبه بها الأن تلك المره الأولى الذى يشعر به بشئ كهذا يتخبط بداخله حقا شعور لطيف يصيبه عندما يكون رفقتها يشعر وكأنه بخير يتنفس وحسب كجلوسه فى الصباح رفقه المذياع وكوب قهوته المصحوب بسيجاره يتابع شروق الشمس مستمعا الى أغنيته  المفضله بصوت هادئ هذا تحديدا ما يشعر به الان انه الدفئ الذى يجتاح روحه ولا شئ اخر سوا الدفئ وليس لأى سبب الا كونها أيه .

كانت تجلس على مقدمه سيارته بينما هو يقف بجانبها كلاهما يطالعان الماء حتى تحدثت هى "بقولك ايه ما تتمشى كدا تجيب لينا سجاير وتقول لسيف يعمل اتنين قهوه"

"ودا من امتى وبعدين مش قولتى مبتشربيهاش علطول خدتى سيجارتى وسكتت اقعدى بقا "

"مش فالعادى بشرب كدا بس استحملنى وروح "

"لا ياستى مش هسيبك لوحدك فالوقت دا  "

"هو انت سايبنى فالمقطم ياسليم عربيه صاحبك قصدنا يعم دا هناك اهو عشان خاطرى  يا ليلو بقا يلا"

اللعنه على الطريقه التى تطلب منه شيئا ما بها تحرك الى صديقه وهى ينظر اليها كل خطوتين بينما تعلقت عيناها على السماء فوقها تدرك الان ان تلك ليست احدى نوبات الحزن الغير مسببه هى تعلم السبب حق المعرفه لم تنكر كونها سعيده لاجل هذان الطفلان ولكن لم تتمكن من عدم الشعور بالحزن بداخلها الطريقه الذى تسلق بها رأس والده دون ان تسمع تذمره ، ابنته الصغيره الذى القت نفسها داخل احضانه دون الاهتمام بشئ مداعبته لهم  ، لقد كانت تختبئ اسفل سريرها عند عودته من الخارج خوفا من اصدار اى ضوضاء حتى لا ينزعج ويقوم بضربها كانت تجلس اخيها بالغرفه رغما عنه حتى مع كونه لا يفهم لما يتم حبسهم هنا، شعرت بدموعها الذى بدأت بالهيوط لتسارع فى مسحها  وهى تراه قادما نحوها .

طفره حيث تعيش القصص. اكتشف الآن