الفصل الثاني عشر: مَرة أُخرىٰ بِضَم الميم

543 39 7
                                    


"الفصل الثاني عشر"

"رواية ماسال"
______________________________

وَ لَا تَسْتَصْغِرِ الْأَسْبَابَ أَيًّا
لَعَلَّ يَسِيرَهَا يُلْغِي الصِّعَابَا
دُعَاءً صَاحِبَ الْبَلْوَى دُعَاءً
يَرُدَّ الْقَائِلُ "ادْعُونِي" الْجَوَابَا
وَ عِزَّةِ رَبِّنَا مَا خَابَ دَاعٍ
وَ مَنْ لَمْ يَدْعُهُ لَا شَكَّ خَابَا
فَكَمْ بَابٍ تُغَلِّقُهُ الْأَيَادِي
وَ يَفْتَحُ دُونَهُ الرَّحْمَانُ بَابَا

_"عمارة بن صالح"
______________________________

يا مَنْ جِئتِ لِقلبٍ قَد ضَلَّ الطَريقَ رِفقًا بِه فـ وَ اللَّهِ هو لِلْبُعدِ لا يُطيق، كـ الغَيْثِ أنتِ حَضَرتِ لإنعَاشِه بَعدَ سَنواتٍ عِجاف بِدون رَفيق.
______________________________

نظر لها "يوسف" بثبات وهو يتحدث بجمود:

_ إبنك عنده إضطراب طيف التوحد

فتحت "هدى" عينيها على وسعها وهي تتنفس بعنف، ثم تحدث بتلعثم وهي تهز رأسها للجانبين:

_أكيد لا... أكيد إنتَ... إنتَ غلطان، إنتَ مش واخد بالك كويس.. هــو إبني بس مبيحبش يتعرف على ناس جديدة

ظلت تهز رأسها يمينًا ويسارًا بعنف ثُم وضعت وجهها بين راحتي يدها وهي تبكي بصمت:

_قولي إنك بتقول كدة وخلاص... قولي إن إبني كويس... دا أنا مستحملة كل اللي أنا فيه ده عشان خاطره

رفع "يوسف" يديه أمام جسده يلوح بها بتهدئة  وهو يفسر لها بهدوء:

_إهدي يا مدام، أنا لا دكتور ولا حاجة ولكن الأعراض اللي أنا شوفتها على إبنك هي اللي بتقول كدة، وكمان عشان نتأكد ممكن نروح لدكتور وتحكيله كل حاجة

رفعت رأسها للأعلى وهي تشهق بتقطع فمد لها "يوسف" يده بمنديل ورقي... فأخذته منه وهي تمسح عيونها وتتحدث بإيجاز:

_شكرًا... بس أنا مش بطلع من البيت

ختمت آخر جملة لها وهي تتنحنح بإحراج

تنفس "يوسف" بضيق وهو يحاول تهدئة نفسه ثم أغمض عيناه وفتحهما مجددًا وهو يقول :

_ طيب تقدري تاخدي رقمي وأنا هروح للدكتور وهكلمك من هناك وتحكيله

ابتلعت ريقها وهي تنظر أرضًا ثم تحدثت بجمود وعيناها لم تنزاح عن الأرض :

ماسال حيث تعيش القصص. اكتشف الآن