الفصل الثامن والثلاثون: نجمةٌ ضَائِعة

359 24 107
                                    


"الفصل الثامن والثلاثون"

" رواية ماسال"
_____________________________

‏أَشَدُّ الجِهادِ جِهادُ الهَوى
وَما كَرَّمَ المَرءَ إِلّا التُقى

وَأَخلاقُ ذي الفَضلِ مَعروفَةٌ
بِبَذلِ الجَميلِ وَكَفِّ الأَذى

_"أبو العتاهية"
_____________________________

عِندَ الشَدائِد تَظهَرُ المَعادنَ
مِنهم الثابِت ومِنهم المُتزَعزِع

فـمَا كَانَ هذا رجائي فيه
ولا ظننتُ يومًا أن أراه يتخدّع

شعرتُ أن عقلي مُشتت وقلبي في تيه
ففي لحظةٍ ضعنا ولَم أدري ما جرى

ذهبٌ وفِضة، ألماسٌ وياقوت
هل للنفسِ بالنفاسُ مُشترى؟!

¦ كيف ضعنا؟ كيف ضيعنا الهوىٰ ¦

عادت "وهج" من ذكرياتها وهي تبتسم باستمتاع على هذا المشهد أمامها، فكان "نور" مازال يجلس برفقة "جيلان" يتسامران وقهقهاتهم مرتفعة في الأرجاء، اتجهت نحو الخزانة وارتدت قميص أبيض بهِ طبقات فوق بعضها من خامة الشيفون، تتدلىٰ أكمامه من على كتفيها بانسيابية، وارتدت بنطال قصير من الجينز يصل لما قبل ركبتيها

أخفضت "وهج" رأسها لأسفل بحركة سريعة فتدلىٰ شعرها للأمام، أخرجت رباط كان يزين معصمها ثم عقدته عدة مرات حتى أصبحت كعكة عشوائية يخرج منها بعض الخصلات ثم ضحكت بتسلية وهي تطالعهم من النافذة:

_ أعتقد أنه حان الوقت لأتعرف على خطيبي العزيز

تنهدت بصوتٍ مرتفع وهي تتهادىٰ بخطواتها لأسفل حيثُ وجهتها، لَم تعلم لِمَ ولكنها وجدت لسانها يُدندن بكلماتٍ متفرقة من الأغنية التي سبق وغناها "نور" ، تفاجأت من نفسها ومن أفعالها، فتحت الباب وكادت تخرج لكنها تيبست وهي تنظر أمامها بحيرةٍ ثم قالت بتيهٍ:

_ ماذا جرىٰ "وهج"؟! ما سبب أفعالك هذه؟ هل هذا الإنفعال بسبب الغيرة؟!

ضحكت بعدم تصديق وهي ترد على نفسها بسخرية:

_ غيرة!! بالطبع لا

وضعت كلتا يديها على خصرِها ثم نظرت أمامها كأنها تتحدث مع شخصٌ وهمي وهي تتشدق بسخريةٍ:

_ إذًا ماذا تُسمينَ أفعالِك الغريبة تلك؟

عضت على شفتها السُفلىٰ بتفكيرٍ ثم حركت رأسها تحاول إقناع نفسها:

_ لقد أخبرتني تلك الكُرة البيضاء أنهُ خطيبي؛ هذا هو السبب لا غيره

جاءها صوتٌ ساخِر من داخلها يردد بتأكيد:

_ بالطبع بالطبع، إذهبي لتتعرفي على خطيبك وخطيبته السابقة

ابتسمت ببراءة وهي تحرك أهدابها تتصنع اللُطف ثم سحبت الباب من خلفها وهي تدندن بصوتٍ منخفض حتى وصلت عند مكان جلوسهم فرفعت صوتها تلقائيًا وهي تدندن:

ماسال حيث تعيش القصص. اكتشف الآن