"الفصل السابع والأربعون""رواية ماسال"
_____________________________كَفاكِ يا حَسٌناءُ أنْ تَتَزٌيَنِي
فالحُسٌنُ بِالتَحٌسِين لا يَتْحَسُنُوحُسٌنِك الأخَاذ ليسْ بِهيِن
وحُسنُ كُلٌ النَاسْ دُونِكْ هَيٌنُ_ "لقائله"
_____________________________
أحيانًا تأتي الحياة بما لا تشتهي السفن، وأحيانًا أخرى تفاجئنا بما نشتهيه رغم كُل مصاعب الحياة، تجعلنا نؤمن بصدقٍ أن رحمة الله واسعة؛ وسعت كل شيء، فلا تتزعز إن ألقتك الرياح في مكانٍ لم تكن تُفكر يومًا أنك ستلقى بهِ؛ لأنك سترى أن السُفن التي أردتها لم تكُن ستُبحر في مياهك يومًا..
¦ تصفني بالسند، لا تعلم أن لمساتها السبب ¦
تنحنح "مرتضى" بجدية ثم نظر نحو "رؤيا" التي تكاد تنصهر خجلًا من ذلك الموقف ثم قال مباشرةً دون حياد:
_ طبعًا يا بتي أنا مش محتاج أقول مقدمات.. عشان اسم الله عليه قال الكلمتين بطريقته، أنا چايلك دلوقت أطلب يدك لـ "حسام" ولدي على سنة الله ورسوله، تقبلي تتجوزيه؟
إستدار "حسام" لوالده يتحدث بتعديل:
_مش بتتقال كده يا بابا
زفر "مرتضى" بحنقٍ يطالعه بنفاذ صبر وهو يتساءل:
_ أومال بتتقال إزاي يا أذكى إخواتك؟!
تنحنح "حسام" يجلي حلقه وقد شعر بالكلمات تتبخر من حلقه فما كان عليه سوىٰ أن يبتسم بعذوبة وهو يتساءل بنبرة تحمل بين طياتها لهفة وحبٍ غير قابلين للتشكيك:
_ تقبلي تكويلي الجلابية كل عيد.. بس في بيتنا؟
تشعر كأنها تحلم، بالطبع هذا ليس حقيقي، ستفتح عينيها الآن وتجد أنها مازالت على الفراش، تشعر بخفقات لطيفة تسري في نابضها بعد ذلك الخبر الذي لم تتوقعه الآن أبدًا، حركت رأسها بخفة وهي تؤكد لنفسها أنها في حلم جميل، هي لا تريد الاستيقاظ منه لكنها يجب أن تخرج منه الآن حتى لا تنفجر أضلاعها ويخرج قلبها من بينها ليتركها فقيدة الأحلام، أغمضت عينيها بقوةٍ حتى تجعدت من شدة ضغطها عليها وهي تستعد للاستيقاظ في أي لحظة لكن ما سمعته جعلها تفتح عينيها الدامعة وقد تأكدت أنها لم تكن تحلم، بل هي هنا.. أمامه، والتكبيرات تصدح حولهم تشاركهم ذلك الخبر السعيد، قلبٌ مُعطر بذكر الله، دعوة صادقة في يوم عرفة من قلبٍ أحبَّ فدعى بتضرعٍ وبصدقٍ كُل ليلة، لتتحقق له أمنيته وتقف أمامه بكُلِها، ليرسل لهُم الله نفحاته في وقتٍ كانا كلاهما في أشد الحاجةِ إليه.
عمَّ الصمت، سكنت الأصوات، دارَ حديثٌ سِري بين القلوب، تشابكت الأرواح، اقتَرب البَعيد، وبدأَ العيدُ بخبرٍ سعيد.
أنت تقرأ
ماسال
Fantasyيشعرانِ كأنهما في سباقٍ للعاديات، تناغمت أصواتُ أقدامِهم تزامنًا مع دقاتِ قلوبهم المتسارعة، اختلط الجو برائحة المطر الممزوج بالرمال وانبثقَ القَمر مِن بين السُحب ليُضفي للسماءِ جمالًا، توقفا عَنِ الركضِ بإجهادٍ عندما وصلا لقمةِ الجبل، ولكن عندما است...