"الفصل الخامس""رواية ماسال"
______________________________"بعض الكلمات خُلقت لتقال مرة واحدة، لشخص واحد، ثم لا يكون لها معنى بعدها."
_"محمود درويش"
______________________________كُنْتُ أتجنب النظر لعينيكِ حتى وقعتُ أسيرًا لهواها ،كـ فلسطيني يحارب لبلده هو فِداها
______________________________ظلَّ "نور"و"آن" يحدقان في الفراغ وهما جالسان على مقاعد مقابل بعضهم، لا يستطيع أحد منهم التحدث، كان "نور" كأنه في عالم آخر لا يشعر بما حوله ولا يعي ماذا يحدث حوله ولا حتى لـ "آن" التي تلوح بيدها أمام وجهه منذ مدة، عندما لاحظ ما يحدث هز رأسه بهدوء وهو يضع يده على فمه ويستند على حافة المقعد، تنهدت "آن" بهدوء وهي تقول:
_ماذا سنفعل الآن!؟
هز كتفيه وتنهد وهو يتحدث بقلة حيلة:
_أنا عقلي قرب يطير أنا إزاي مش فاكر حاجة، ولا فاكر آخر ٥ سنين من حياتي
استقام من كرسيه وهو يتجه ناحية الطاولة ويستند بكفيه عليها ويتنهد بضيق ثم ضرب على سطح الطاولة وهو يتحدث بعصبية:
_إزاي حصل إزاي؟؟ يعني إيه إحنا متجوزين لا وإيه مخلفين كمان
اختتم حديثه وهو يضحك بسخرية، فنظرت له وهي تتحدث بهدوء:
_أعلم أنك لا تتقبل وجودي ولكن هذا قدر ويجب أن نواجه بعض كثيرًا حتى نفهم ما حدث
تنهد بهدوء وهو يعود لمكانه ثم تحدث وهو ينظر ناحية الشرفة:
_يا أستاذة أنا مقولتلكيش إني مش متقبل وجودك أنا بس مش عارف ده حصل إزاي
إتجهت ناحية المقعد الخاص به وجثت على ركبتها أمام المقعد وهي تتحدث بهدوء:
_أنظر داخل عيني
أدار "نور" رأسه ناحية عينيها بهدوء، ظل يتأملهما ثُم وبدون إرادة منه تحركت شفتيه وهو يقول:
_"هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ "
بالرغم من أن عيونها عسلية لا يوجد بها أي شئ مختلف لكنه شعر بدفء ينبعث منهما وطمأنينة لم يشعر بها من قبل، أدارت وجهها للناحية الأخرى تداري خجلها وتحدثت وهي تصطنع الجدية:
_طبيب!! تأدب
أدرك "نور" ما تفوه به فتنحنح بخجل وهو يدير وجهه للناحية الأخرى ثم تحدث بهدوء:
_تأدبت
أكملت "آن" وهي تتحدث بهدوء:
_أعدك أن كل شيء سيكون على ما يرام، فقط ثق بي
أنت تقرأ
ماسال
Fantasíaيشعرانِ كأنهما في سباقٍ للعاديات، تناغمت أصواتُ أقدامِهم تزامنًا مع دقاتِ قلوبهم المتسارعة، اختلط الجو برائحة المطر الممزوج بالرمال وانبثقَ القَمر مِن بين السُحب ليُضفي للسماءِ جمالًا، توقفا عَنِ الركضِ بإجهادٍ عندما وصلا لقمةِ الجبل، ولكن عندما است...