الفصل السادس و العشرون

8.8K 474 1
                                    

بدأ الرجل يفك ذراعيّ و ساقيّ.

"امسكاها لي." قال صارخًا.

امسكني الرجلان الآخران من ذراعي و شداني على الارض الباردة. بدأت اصرخ و اقاوم بشكل هيستيري. انا افضل الموت على اغتصابهم لي.

"رجاءً توقفوا!! فليساعدني احد!!" كنت اصرخ و في كل مرة كنت افعل كان الرجل يصفعني على وجهي. لم اشعر بالألم هذه المرة. اشعر فقط بالخوف، بالخوف الشديد.

مزق ثوبي، مما جعلني اصرخ بقوة و شعرت و كأن حلقي ينزف من كثرة الصراخ و البكاء.

يا اللهي ارجوك ساعدني!! فليساعدني احد!!

فجأة سمعت صوت تحطم و لم اعد اشعر بوزن الرجل الثقيل فوقي بعد الآن. الايدي التي كانت تثبتني لم تعد موجودة، و الرجال وقفوا على ارجلهم و اخرجوا خناجرهم بسرعة من جيوبهم.

"من انت؟" سمعت احدهم يسأل في صوت مرتجف. رفعت رأسي لأرى من اتى و لكن وجدت الرجل الذي حاول اغتصابي للتو على الارض في بركة من الدماء و جسده لا يتحرك. أهو ميت؟

اجل انه كذلك. رقبته قُطعت بما بدا كمخالب حادة.

انتقلت نظراتي ابعد حول الغرفة ابحث عن خطر او مهرب و لكن عيني وقعت على يدين بمخالب طويلة و حادة. بدوا كمخالب حيوان الى حد كبير عدا انهما ينتميان الى انسان، ينتميان الى لوسيان. كانت الدماء تقطر من اظافره و عيناه كانتا حمراوتان. لقد بدا كالشيطان في احلامي عدا انه لم يكن يمتلك قرونًا سوداء.

"من انت؟" كرر الرجل بصوت اعلى، و لكن لا يزال صوته مرتجفًا. على الاغلب ارعبه المنظر.

"لا هدف من معرفة هذا اذا كنت ستموت على اي حال؟" رد لوسيان، ثم فجأة امسكت النيران بالرجلان. كانا يشتعلان و كأن احدهم اشعل فيهما النار، و لكن لوسيان كان لا يزال واقفًا في مكانه. هو حتى لم يتحرك انشًا واحدًا.

صرخاتهم ملئت الغرفة بينما كانوا يتلوون على الارض. المنظر كان مرعبًا للغاية و بدأ رأسي يدور. 

نقل لوسيان نظراته الي. قفز قلبي عندما نظرت الى عينيه الحمراء الدموية بينما احاول تغطية نفسي. و هو يتجه ناحيتي خلع الروب خاصته و نزل على الارض ثم غطاني به. و لتفاجئي، انا لم احاول الهرب منه، انا فقط تركته يحملني بين ذراعيه. لم اعد خائفة بعد الآن. يا للغرابة، انا اشعر بالأمان في حضن هذا الرجل، هذا الرجل الذي يمكن أن يكون الشيطان نفسه.

"لا بأس، انتِ في امان الآن." قال و هو يقربني منه اكثر. 'نامي الآن، حبي' و قبل ان اتمكن من التفكير في الصوت القادم من رأسي وقعت في النوم.

الم. الالم كان الشيء الوحيد الذي كنت اشعر به عندما استيقظت. رأسي، وجهي، حلقي و حتى جسدي بأكمله يؤلمني، خاصة في ذراعي حيث كان يثبتني الرجلان. شعرت بالخوف عندما تذكرت ما حدث فنظرت حولي بحثًا عن أي خطر، و لكن وجدت انني عدت الى القلعة، لذا على الاغلب انا في امان.

زجاجة من المياه على الطاولة لفتت انتباهي. احتاج الى الماء. حلقي يحرقني و يؤلمني و لم اعد استطيع تحمل الالم اكثر من هذا. اتجهت إلى الطاولة بسرعة متجاهلة الم جسدي لأنه كان لا شيء مقارنة بألم حلقي. امسكت بزجاجة المياه و انهيتها كلها بسرعة.

فجأة تذكرت اوليڤر. هل هو في امان ايضًا؟ اذا حدث له شيء فكيف سأتمكن من مسامحة نفسي؟ علي ان اعرف لذا اتجهت ناحية الباب و لكن توقفت فجأة عندما مررت بجانب المرآة. اخذت بضع خطوات للخلف و حدقت في انعكاسي. كدمات داكنة تغطي وجهي، شفتاي متورمتان قليلًا و مشققتان، و شعري مبعثر.

على الاقل انتِ آمنة، قلت لنفسي لأواسيها.

"هل انتِ بخير؟" قفزت بسبب الصوت و نظرت من اين اتى. لوسيان وقف فجأة في الغرفة مع تموضع يداه خلف ظهره. لقد بدا غاضبًا، و كان هناك هالة توحي بالخطر تحيط به. كيف لم اسمع صوته عندما دخل؟

"انا .." انكسر صوتي و احترق حلقي. بالكاد استطيع التحدث، لذا اومأت فحسب. الطريقة التي يقف بها ذكرتني بسابقًا. عيناه الحمراوان و اظافره الحادة. انه الشيطان بحق او انها فقط تخيلاتي. و لكنني متأكدة انني رأيته. و الرجال الذين احترقوا فجأة، هل كان هذا من صنعه؟

رأسي كان يؤلمني بالفعل و لكنه اصبح يؤلمني اكثر بسبب تفكيري. 

"اوليـ .. ڤر" قلت محاولة التحدث.

"هو بخير. لا تقلقي بشأنه." تنهدت في راحة. لا يزال لوسيان يقف في نفس المكان مع تكشيرة على وجهه. اعرف انه غاضب اني خرجت من القلعة و اعرف انه لم يقل شيئًا بسبب حالتي.

اجل، اعرف اني وضعت نفسي و اوليڤر في خطر و جعلت لوسيان يقلق. اعرف أن كل شيء كان خطأي، و لكن جزء منه كان خطأه ايضًا. لو لم يذهب مع الشقراء لما حدث كل هذا.

هناك العديد من المشاعر التي اشعر بها في هذه اللحظة، و من ضمنها الغضب و الندم. انا فقط اريد ان اختفي. استدرت و كنت على وشك العودة إلى السرير و لكن قبل ان اتمكن من اخذ خطوة واحدة كان لوسيان قد حملني بالفعل.

"انا ..." حاولت الاعتراض و لكن لم استطع انهاء الجملة من الالم.

"ششش .. لا داعي لتقولي اي شيء." قال و هو يضعني بحذر عل السرير.

"فلترتاحي الآن." اغلقت عيني غير راغبة في النظر بعد الآن. لم ارد ان اشعر او افكر باي شيء و لكن افكاري عادت مجددًا للوسيان و هو يقف هناك بعينيه الحمراواتين و الدماء تقطر من اظافره الطويلة. لقد قتل الرجال.

اصابع لوسيان التي تحركت على طول خدي قاطعت حبل افكاري.

"لقد اخفتني اليوم. أنا لم أشعر انني خائف للغاية هكذا من قبل في حياتي." قال هامسًا. فتحت عيني ونظرت إلى عينيه التي يملأهما الحزن والقلق.

"لا تقلقيني هكذا مجددًا." لما لستُ خائفة منه؟ بدلًا من هذا، شعرت بشعور دافئ ينتشر في جسدي عندما رأيت كم كان قلقًا وكم كان خائفًا علي بحق.

Married to the devil's son | تزوجت من ابن الشيطانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن