الفصل الواحد و العشرون

9.3K 452 2
                                    

شعرت بالذعر. كيف استطعت أن اخلد للنوم و لوسيان مريض؟ اسرعت في وضع يدى على جبين لوسيان الذي لا يزال نائمًا. لا يوجد حرارة. ما الذي جعله مريضًا هكذا ليلة أمس؟ لقد بدا في حالٍ جيدة قبل أن نقبل بعضنا.

القبلة.

يده على ظهري، حول خصري، في شعري ضاغطًا جسدي على خاصته، الحرارة، الشعور بالخدر. وضعت يدي على شفتي. شفتاه كانتا ناعمتان للغاية و لكنهما كانا قويين في نفس الوقت، تتحركان مقابل شفتي حتى سُلبت انفاسي. كان مذاقه كالتوابل، حارة تحرق لسانك و لكنك ترجع راغبًا في المزيد. المزيد .. اجل، لقد رغبت في المزيد.

كنت مستعدة لإعطائه جسدي ليلة امس و لكن فجأة اصبحت القبلة لزجة و عشوائية، ذراعاه ارتعشا قبل أن يهتز اكمل جسده. ظهر الخوف في عينيه الجميلتين، كما ظهرت المعاناة على وجهه و قطرات عرق على جبينه. لقد رأيته في هذه الحالة مرة من قبل، عندما كنا في الغابة، عندما تلامست شفاهنا. شيء ما يخبرني أن الامر متعلق بالقبلة، و لكن لماذا؟

طرق أحدهم  على الباب. من يمكن أن يكون في هذا الصباح الباكر؟ انزل لوسيان ساقيه من على السرير مما اجفلني و تحرك نحو الباب و كأنه لم يكن نائمًا للتو. في بعض الاحيان يكون غريبًا بحق. فتح الباب و لم اسمع سوى اصوات همسات قبل أن يغلق الباب.

"علي الذهاب." قال و هو يأخذ معطفه من على السرير ثم ارتداه

"إلى اين؟" سألت في قلق.

"سأعود." قال و هو يغادر متجاهلًا سؤالي. ما الذي حدث و جعله مضغوطًا هكذا؟ هل هذا بسبب الملك المتعطش للدماء ام ان والده قد مات؟ غير قادرة على كبح قلقي، اسرعت في ارتداء ملابسي و ذهبت لأبحث عنه.

كان يومًا جميلًا. السماء صافية زرقاء اللون، و الشمس تُسقط اشعتها الذهبية على الحديقة الجميلة.

رجال لوسيان كانوا يجلسون في الحديقة على طاولة كبيرة بينما يتناولون فطورهم. بدا انهم مستمتعون، كانوا يتحدثون و يضحكون بصوت مرتفع.

"صباح الخير سموكِ." قاموا بتحيتي و هم يقفون ثم انحنوا معًا عندما لاحظوا وجودي.

"صباح الخير." رددت مبتسمة. كنت ابحث بعيني عن لينكين على طول الطاولة. لم يكن موجودًا.

"هل تبحثين عن احد، سموكِ؟" سأل احد الحراس.

"اين لوسيان؟"

"سموه ذهب لمقابلة الملك." اذًا كان الملك المتعطش للدماء. ما الذي يريده؟

"هل يمكنني الجلوس معكم؟" نظروا لبعضهم البعض في صدمة و حيرة قبل أن يبدأوا في التحرك بسرعة لينظموا لي مكانًا لأجلس فيه.

"بالطبع." قال احد الحراس و شد كرسيًا لأجلس عليه. بعدها هم فقط جلسوا هكذا كأطفال مهذبين ينتظرون معلمهم ليعطيهم محاضرة. يمكنني أن ارى أنني اجعلهم غير مرتاحين، و لكنني احتاج إلى بعض المعلومات التي هم الوحيدون القادرون على اعطائها لي. قررت أن اكون متساهلة معهم في البداية.

"لما لا تخبرونني بأسمائكم يا رفاق؟" انا فقط اعرف اوليڤر و كاي الذي قلدني و انا اصفع لوسيان.

القوا النظرات على بعضهم، كانوا يتبادلون نظرات بأعين متسعة ثم بدأوا في تقديم انفسهم. الحارس على يساري وقف و قدم نفسه اولًا.

"اسمي كالوم اتكيسين، سيدتي." انحنى قبل أن يجلس على كرسيه مجددًا و فعل بقية الحراس المثل: تشاد، ديكلان، أنوم، كلاوس، دانيلو و نسيت البقية لأنهم كانوا كُثر. ليس مهمًا فأنا لست هنا لأعرف اسمائهم بل لأعرف المزيد عن لوسيان، لأعرف الحقيقة.

"سيدتي، لماذا تريدين معرفة اسمائنا؟ نحن لسنا اكثر من مجرد خدم لكِ." سأل احدهم، اظن انه كان أنوم. ليديا و يلڤا كانتا خادمتيّ كذلك و لكنهما كانتا الوحيدتان اللتان كانتا تهتمان لأمري بصدق و كذلك انا كنت اهتم لأمرهما.

"انتم اكثر من مجرد خدم. انتم بشر، انتم ابن لأحدهم، اخ و صديق. اذا كنتم متزوجين اذًا زوج و لو كان لديكم اطفال اذًا اب. توقفوا عن قول انكم مجرد خدم لأنني مجرد اميرة." اميرة كانت محبوسة في بيتها من ابويها اللذان لم يتعاملا ابدًا معها على انها ابنتهم.

لم يلعبا معها ابدًا، لم يعانقاها، لم يسألوا عن آرائها أو مشاعرها. كانا يعاملانها على انها دمية و يجب ان تكون دائمًا مثالية، تتصرف بمثالية او 'تتصرف كسيدة' حتى يجدا شخصًا ليبيعاها له. و حتى بعد هذا هي لن تكون حرة. ستبقى تلك الدمية منعدمة المشاعر و الآراء. سيفعل زوجها ما يريد و هي لن تقدر على فعل اي شيء حيال الأمر.

اذا قرر لوسيان اخذ كلارا كزوجة، ما الذي سأفعله؟ ما الذي سأستطيع فعله؟ نظر الحراس لي في حيرة مما قلت.

"انا اعني انني اميرة الآن و لكن ربما اصبح لا شيء غدًا." على الرغم من أن هذا لم يكن ما كنت اقصده و لكنها ايضًا حقيقة. بمجرد موت والد لوسيان اما اننا سنُقتل او سنعيش متخفين للابد، لان فرصة ان يكون لوسيان الملك القادم شبه مستحيلة. إخوته اقوى منه الآن لأن لديهم الكثير من الحلفاء. حليف لوسيان الوحيد هو هذا الملك المتعطش للدماء الذي لا اثق به بالكامل. لما قد يحارب في معركة على الاغلب سيخسرها؟

تذكرت ما قاله لي راسموس عن لوسيان البارحة. لم ارد تصديقه و لكن جزء فيّ كان يشعر بالشك. لهذا السبب كنت اجلس هنا مع رجاله. حاولت العثور على طريقة لأسأل بها عن لوسيان دون ان ابدو مثيرة للشك ولكن في النهاية استسلمت و قمت بسؤالهم مباشرة.

"هل هذا صحيح أن لوسيان قتل المئات من الرجال وحده في حرب؟"

نظر الجميع من اطباقهم و بدا انهم كانوا يحسبون جيدًا الكلام الذى سيقولونه.

"اجل سيدتي، انها حرب اما أن تقتلي او تُقتلي." قال كالوم اخيرًا. اذًا كان هذا صحيحًا؟ لقد شارك في العديد من الحروب، قتل الكثير من الرجال وحده و مع ذلك لا يوجد اي ندوب في جسده، و لا حتى ندبة صغيرة. هناك شيء ليس طبيعيًا في لوسيان و انا انوي اكتشافه.

Married to the devil's son | تزوجت من ابن الشيطانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن