١٣

191 10 0
                                    


~اول يوم اسود~

"ليس في الدنيا سرور يعادل صحبة الاصدقاء...ولا فيها غم يعادل غم فقدهم" -لقائله
-
-

بعد ما طالت الجلسة..انصرفت لين من المكتب و هي مسرعة في صمت..ربما كانت وجهتها الحمامات لتكمل دموعها هناك..

بعدما خرجت..استفاق بعدهم و اخذ ينظر الى الاخرين..مصعب كان اقلهم شروداً..و اكثرهم حيرة..كان يرى دائما ان اصدقائه هم منبع المرح و الان..كل ما يراه هو وجوه سوداوية..

قال لهم بصوت مبحوح "هو..انا كنت..زول...سيء؟"..

هب ايمن ليرد له قائلا "انت اخر زول ممكن يكون سيء في الحياة..م تشتغل بي كلام المديرة دي فلتت ساي"..

رد مصعب موجهاً نظره لاساور "و يمكن م فلتت ساي"..و هنا فهمت ما يقصده..

لم تقوى على الشرح..فهي لم تتوقع ان يستقبلوا هذا الامر بهذه الطريقة..كانت بالطبع ستخبرهم و لكن ليس الان..هي لم تُرِد حتى ان تتذكر امها في نفسها فلِم ستخبر اصدقائها بها..

ردت اسيل "دي المفترض انها خصوصيات..م كان مفترض تطلع..انا م عارفة المديرة فجاه انتفضت فينا كدا ليه"..

رد احمد باقتضاب و عصبية...و كانه استعاد صوته الان "خصوصيات دي لما نبقى غريبين من بعض..هل احنا غريبين؟ نحنا اصحاب لينا سنتين ياخ! معقوله نكون قاعدين قعدتنا دي و نكتشف فجاه انه غويشة امها حية ترزق؟ و لا انتي يا اسيل؟ نحنا بنتنمر فيك؟؟ دا متين دا؟"..

ردت بنفس نبرته "انتو اصلا م بتركزوا..بتتكلموا بس..التريقة دي بقت اسلوب حياة عندكم..عشان كدا مهما حاولتوا تتذكروا هسه انتو ضايقتوني بكلامكم متين يستحيل تتذكروا"

"اسيل دي مجرد تريقة و هظار! ما بنكون جادين احنا اكيد"..

انتفضت اسيل لتكمل صراخها و هي واقفة "مشكلتكم م بتعرفوا الهظار الظريف من الهظار البايخ و البيفوت حده..انتو عارفين انكم اكتر ناس معقدني من شكلي و وزني؟!! و من نضارتي اللابساها دي؟؟ ياخ اي عارفاها شينة..لزومه شنو كان توروني المعلومه الرهيبة دي في اول يوم لبستها؟ ولا وزني..يعني انا م بعاين في المرايا؟ ليه لازم كل مره ايمن يقولي وزنك زاد و ما تاكلي معانا و انتو تقعدوا تضحكو..ولا ليه لين كل م تشوفني باكل بتقولي الرجيم في خطر..و دا طبعا كوم و كلامكم اول يوم بتاع نخت لاسيل كرسيين في الفصل عشان ما بكفيها واحد دا براه..
ياخ انتو ما بتحسوا؟ ولا شايفين انه خلاص طالما احنا اصحاب تقولوا الدايرين تقولوه؟..الناس تراعي شوية و تنتبه للعايزه تقوله قبل تقوله..لانه اذا انا استحملت الحاجة دي يوم او يومين ما حاستحملها العمر كله.."..

لم يقوى شخص على الرد..للحظة مرت بهم كل التفاهات التي وجهوها لها تحت مسمى "الهظار" و انتبهوا انها لم تكن مسلية اطلاقاً..و احتلاهم الشعور بالندم..

ضحية المجانينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن