الثاني من سبتمبر ۱۹۸۷، باريس
يوقف سائق الأجرة السيارة لأنزل، لكنني أنظر إليه بحزن مشيرًا إلى الراديو، فأغني فيضحك ويغني معي. حتى انتهت الأغنية. "سبعة و نصف فرانك" نطق السائق بالإنجليزية. كان السائق شابًا من الجزائر هذا ما فهمته عندما أخذ يشرح ببعض الكلمات الأنجليزية. كنت خائفًا من أن تستقبلني باريس بغضب لأنني لا أعرف الفرنسية لكن ما نسيته حقًا هو أننا لسنا في كوريا حيث أنهم يعتبرون أي شخص يعرف لغةً ثانية جاسوسًا. أنا ممتن لسائق الأجرة على تفهمه لم أكن لأنزل من غير الاستماع لآخر ثانية من هذه الأغنية، فقد شعرت لوهلة بأن طاقتي ستفيض مني، هذا ما يحدث عند الاستماع لأغنيتك المفضلة لقد مر على نزولها ٤٢ يومًا و لم يكمل إصدار الألبوم سوى يوم مايكل جاكسون و ألبومه السابع "سيء" أنني متشوقٌ لسماعه.
ألقي نظرة متفحصة حولي حيث أوقفت السائق
(الشانز ليزيه) حيث يمكنني رؤية قمة قوس النصر بوضوح، الرصيف مزدحم بالمشاة. لا يختلف الوضع كثيرًا في سيؤل، سوى أن وجوه المشاة هناك صفراء، وكأن عليها طبقة من غبار الموت، تذكرت انتفاضة يونيو. تجتاحني القشعريرة لمرور خط أحداث تلك الفترة في عقلي. و كيف غضب والدي لخضوع الحكومة في النهاية لمطالب الشعب.أرسلني والدي إلى باريس لأكمل دراسة الفنون. لو أن أحدًا أخبرني أن والدي سيجبرني على إكمال دراستي بتخصص يراه مضيعة للوقت، لكنت ملأت السماء بضحكي. لكن لا، ها أنا ذا هنا. لقد كانت له مخاوفه من انخراطي مع المناضلين، بينما كنت أعيش مع جدتي في الريف بعد تخرجي، لا أعلم عن الانتفاضة سوى وجه بارك جونق تشول الذي تسبب موته بإشعال غضب الطلبة و بعض الذكريات البشعة التي لا أريد تذكرها.
أهز رأسي لأنفض هذه الأفكار، وأشق طريقي بين الناس. أبحث عن المطعم الذي يعمل به أولفير (بيتزا فيزوفيو). وجدته بسهولة حيث كانت مظلاته الحمراء تغطي نصف الرصيف