•-☀︎-⋆⁺₊⋆ 𖤓 ⋆⁺₊⋆- ☀︎-•
مؤلم جدًا أن تأخذ الأشياء التافهة التي تحيط بنا كل هذه الأهمية، و نعجز أن نجد لذواتنا قيمة، و نعجز أن نحقق لنا و للآخرين المكانة و المنزلة التي يستحقونها.
~كان هيونجين يتخبط تحت الملاءات الرقيقة، و كانت الحرارة المحمومة لكابوسه تقاوم برودة الغرفة. حيث تتردد ضحكات ايان، و هو يجذبه لحضنٍ دافئ، و رائحة الليمون تغمره، ليتحطم المشهد فجأة، كانت ابتسامة ايان تخبو، لينطق بنبرة جافة "سنعود غرباء كما كنا"، استيقظ مذعورًا و حل محل الدفء الوهمي لذراعي ايان الهواء البارد. كانت المدينة في الخارج تدندن لحنًا مشابهًا، فقد هطل المطر على زجاج النافذة، مقلدًا العاصفة التي كانت تستمر داخله لأسابيع، نهض بتعثر نحو النافذة ليفتحها يشعر بالاختناق، لكن ما أن فتحها حتى ملأت رائحة المداخن و عوادم السيارات الغرفة كانت بديلا قاسيًا لزهرة الليمون المسكرة التي اعتادت أن تحييه كل صباح.
تنهد بتعب و هو يقوم بصنع كوبٍ من شاي الياسمين، لم ينم سوى لساعتين و ها قد داهمته الكوابيس، أصبحت تجتاحه ليلة بعد ليلة. لقد اشتاق لساعات النوم المتواصلة التي حظي بها بوجود ايان، لقد اشتاق لايان بين ذراعيه.
اليوم لم ينتهي بعد، لقد ظن أن هروبه للنوم بعد عودته من الجامعة، سيكون الحل الأمثل للثقل الذي يشعر به، لكن ها هو ذا يشرب الشاي و يستمع للشريط الذي اهدته اياه جدته و الساعة لم تتجاوز السابعة مساءً
اشغل الضوء و اتجه نحو اللوحات التي لم يستطع إكمالها، لقد وعد بيتر بالمشاركة بالمعرض، لكنه يشك بقدرته على إكمالها.
رسم تخطيطي مهمل، غير مكتمل ولكنه حي. لقد كانت صورة لايان، بنظرته الخاملة.بدأت أصوات الأمواج تصدر من مشغل الموسيقى ليتعرف فورًا على الأغنية، لم يسمعها سوى مرة واحدة، لقد بكى بسببها المرة الماضية، "المشهد الليلي للمدينة"، أغمض عينيه و ترك الموسيقى السعيدة تغمره. أعادته الكلمات إلى طفولته، عندما كان يقضي ليالي الصيف الطويلة مع جدته. كانوا يجلسون على التلة المطلة على المدينة.
فتح عينيه و نظر حوله. لقد صنع حياة جديدة لنفسه في هنا، لكنه ما زال يفتقد جدته بشدة. التوى فمه بعبوس ينذر على هطول قادم، أخفى وجهه بيديه يحاول السيطرة على تنفسه.
لا يستطيع احتمال الشوق الذي يشعر به، جدته و ايان، هذا كثيرٌ عليه، يشعر و كأن صدره نفقٌ لا نهاية له
خاطبته الأغنية
(هل يمكنك رؤية مشهد المدينة ليلًا بعيون صافية؟ هل يمكنك رؤيته؟)مسح دموعه و التقط الفرشاة، بيدين مرتعشتين، كان سيرسم ايان على هيئة ابولو فالتشابه بينهما كان كبيرًا فقد كان أبولو يحب زهور الليمون أيضًا، لكن هل حقًا ايان شمسه؟ بالنظر لوضعه الآن فقد كان يشعر بالبرد و الخواء، حتى الشمس لم تشرق لأسابيع و استمرت الأمطار بالهطول بشكل مزعج، لقد فهم الآن لمَ يكره ايان المطر، هل يفتقد ايان شخصًا ما ليشعر على هذا النحو؟