"1"

674 43 16
                                    

بريد الرسائل 💌:

"يَعْزُ عَليّ وُجُودكَ، فَلاْ تَتْرُكَنِي"...♡
.
.
...
______________

تتسرب أشعة الشمس  إلى الأرض معلنةً بداية يومٍ جديد،

استقلتْ القطار بدون وجهة، كان خاليًا من الركاب وذلك مايجعلها تستفيق باكرًا قبل أن يبدأ الناس بالتوجه إلى نشاطاتهم

ترجلت منه بخطوات بطيئة تعلم بأن المسافة بعيدة جداً عن جامعتها ولكنها تعشق المشي بدون رفقة في الشارع  تحب ذلك، تحب الوحدة ولا تريد رؤية الاشخاص أبداً ولو كان الأمر عائداً لها لما خرجت من غرفتها

خطوة بخطوة تقطع الشارع من حين لآخر تزيح الكمامة عن وجهها لتروي عطشها و تخفف من أنفاسها المستعصية..

وصلت إلى الجامعة، دنت من الحارس و نظرها ملتصق بالأرض، تبتعد عن ناحيته بدون إلقاء التحية..،
يعرفها ذلك الحارس من مشيتها و سكوتها الدائم لا يكترث لأمرها و يصفها "بالمتوحدة"

تقدمت في الرواق الجامعي حيث وصلت إلى قاعة الدروس دلفت وجلست على آخر طاولة في الصف فذلك مكانها حيث لا يلاحظها أحد ، وضعت الحقيبة أمامها واسندت رأسها عليها مغمضة العينين تنتظر قدوم الجميع كي تبدأ المحاضرة..

كما في كل مرة لم يلاحظ أحد وجودها في آخر الصف بينما يتدفق الطالب واحداً تلو الآخر، أخرجت المسجلة من حقيبتها وضغطت زر التسجيل - يصيبها ملل من الاستماع لمحاضرته- ثم بعدها هاتفها لتضع السماعات في أذنيها،
تبغض أصواتهم العالية التي تعكر صفوها،
تنخرط في عالم آخر فور وصول كلمات أغنيتها المفضلة إلى طبلة أذنها، يذهب بها خيالها إلى عالمها الهادىء، العالم الخاص بها..

بعد ساعتين تنتهي المحاضرة ليتفرق الطلاب منهم إلى الكافيتيريا ومنهم إلى (لا أعلم)، بينما تفعل هي العكس تلازم مكانها وتخرِج من حقيبتها سندويش تعده في المنزل مع قنينة ماء..

تتوال الحصص هكذا وهي على حالها هذا.

انتهى هذا اليوم الكئيب بعد عناء يتكرر كل أيام الأسبوع، ابتعدت عن المكان  واستقلت سيارة تاكسي..

تتوقف السيارة عند مكانها المفضل، و في هذا المكان بالذات لا أحد يعكر صفوها أبداً.. 
صخرة كبيرة وبجانبها حقل من الزهور وتلك الشجرة بفروعها الكبيرة

جلست على تلك الصخرة بعيداً عن أنظار الجميع لتستنشق رائحة زهرتها المفضلة وتداعب الرياح وجهها لتتناثر خصلات شعرها السوداء مع النسمات الهادئة

آزاحت الكمامة عن وجهها لتظهر تلك الندبة على خدها تتحسسها و كما في كل مرة تعود بالزمان إلى الوراء حيث حصلت على هذه الندبة؛ تتذكر ذلك اليوم المشؤم بتفاصيله المؤلمة؛ ينقبض قلبها فور مرور ذلك الشريط من ذاكرتها؛ تتراجع للخلف متكئة بظهرها على الأرض

تراقب السماء في صمت لا يتخلله سوى صوت هبوب النسائم الهادئة؛ لتتسلل دمعة على وجنتها باديةً بذلك نوبة بكاء لا تنتهي حتى تغيب الشمس معلنةً بذلك انتهاء هذ اليوم كغيره من الأيام، كل الأيام متشابهة فلا شيء غير ذلك تفعله

جلست من مكانها لتهرول بخطواتها بشكل متسارع، قطعت مسافة كبيرة وهي تركض إلى أن وصلت محطة الباص و قبل أن تستعيد أنفاسها يختفي الباص مغادرًا أمامها، تستعيد أنفاسها محاولةً الحاق به  لتصطدم بشخص في طريقها؛ سقطت بوهن على الأرض من شدة الارتطام بصدره الصلب!

رفعت بصرها حيث اختفى الباص ولم يتبقَ سوى دخانه الأسود يتبخر في الهواء
لتنظر مجددًا للذي  يبسط يده لها
لم تكترث لمساعدته لها، استندت عن الأرض و مسحت الغبار عن ملابسها، لم تكلف نفسها عناء النظر إليه حتى!

-"أنا أعتذر سيدتي لم انتبه لكِ"
لم يتلقَ ردًا على اعتذاره

  تشبثت بحقيبتها و زفرت الهواء بتهكم ثم تقدمت أمامه؛
التفتْ إلى خيالها الذي اختفى بعد لحظات
نظر إلى قبعته المرمية على الأرض التي لم ينتبه لوقوعها،
فوضعها على رأسه، و أدخل كلتا يداه في جيوب بنطاله وتقدم إلى وجهته

همس في نفسه: "فتاةٌ غريبة.."
 
.
.
يتبع🌊🩵...

_______________

لا تحكموا على الرواية من الفصل الأول،
لا تبخلوني من التصويت❤️

 My Soul || روحي ✔حيث تعيش القصص. اكتشف الآن