"12"

107 20 1
                                    

بريد الرسائل 💌:

"مَاذَا لَو أَخَبرتُكَ بَأنّ وَجُودَك وَحَدَهُ كَفِيلً بِإنَارَةِ عَتَمْتِي".. ♡
.
....
_____________

بعدما خرج صرخت آلماً ليس بسبب يدها المتورمة بل تلك المضغة التي تضخ الدم في جسدها
وقفت كالمجنونة وبدأت تضرب الحائط بشكل هستيري
إلى أن تكسرت اصابع يدها، هذا الآلم لاشيء أمام ألم قلبها

توجهت إلى أقرب مشفى و عالجت يدها المكسورة، فهي لا تستطيع رفعها بسبب الآلم،

الساعة الواحدة ليلاً.

تتجه بخطوات متعبة إلى مكانها الهادىء، استلقت على الأرض بتعب، المكان هادىء هنا؛ لا صوت لبشر، لا اضواء، لا سيارات، لا أشخاص في الجوار هي فقط والطبيعة، تتأمل السماء بينما النجوم تتلألأ في ذلك الفضاء الواسع والقمر..

تذكرت كلامه: "آلا تعلمين أن للقمر ندوب وذلك مايزيده جمالاً"

أمعنت نظرها جيداً وحقًا كلامه هناك ندوب في القمر ولكنه جميل رغم كل ذلك

استسلمت عيناها للنوم...

{__حلم__}

"لماذا تفعلين هذا بنفسك؟، لماذا تريدين أن تتآلمي؟"

"تعبت يا أخي تعبت، لا أستطيع سوى فعل هذا بنفسي فالالم يحاوطني من كل الجهات"

"لماذا لا تنسين وتكملي حياتكِ"

"لا أستطيع أنت حياتي فكيف تتوقع مني أن أكمل بدونك؟..، أتذكر جيداً في جنازتك أنها لم تكن موجودة لكي تواسيني،
فتاة بعمري يا أخي لا تجد أمها بجانبها! لا تجدها في جنازة ابنها! إن ذلك صعب، كنت اتفهم انفصالها عن أبي، واستوعبت وفاته لأنك كنت بجانبي،
ولكنها لم تكن بجانبي حين تركتني أنت، تخلت عني بكل بساطة واكملت حياتها وكأنها لم تنجب يوماً،
حتى اتصالاً واحدًا لم اتلقاه منها.."

"ولكن ذلك لا يعني أن تحطمي نفسك يا أختي أنتِ قوية"

"كلا كلا لست قوية أنا ضعيفة ضعيفة لا أستحق الحياة"

"إياكِ والتفكير في ذلك إياكِ، لن أسامحكِ أبداً"

"هه حاولت لكنني لم أمت وبسبب ذلك هذه الندبة في وجهي"

"ارجوك اختي لا تستسلمي.."

.....

افاقت من نومها على أشعة الشمس الحارقة وكأن جسدها جمرة مشتعلة!
تقدمت بخطواتها المتعثرة و نظرها ملتصق بالأرض؛ وصلت منزلها ولم تذهب إلى الجامعة.

مستلقية على السرير بشرود، ليتناهى إلى مسامعها صوت قرع على الباب!، ذلك ليس طبيعيًا بالنسبة لها فلا أحد يزورها غير عمها واليوم ليس إجازة؟!

نهضت عن السرير و فتحت الباب ليظهر أمامها بوجه المشرق و الابتسامة تشق ثغره بينما عيناها مغمضتان آثر الابتسام، لديه غمازة!
يحمل في يديه بعض الأكياس:
-"مفاجأة!، لقد احضرت لكِ بعض الطعام، كيف اصبحت يدكِ؟"

وكالعادة لا يتلقى ردًا منها، ابعدها من أمامه ليدخل المنزل -ياله من متطفل!-، اتجه إلى المطبخ، أخرج من الأكياس الكثير من الخضار و الفواكه والبيض.. إلى اخره من أشياء، و وضعهم في الثلاجة التي كانت شبه خالية من الطعام:
-"ماذا تريدين أن أعد لكِ؟"

هزت كتفيها باللامبالاة.

-"حسناً سأعد لكِ طبخة تعلمتها من أمي، أنا لست بارعاً في الطبخ ولكن متأكد من أنها ستعجبكِ"

وبدون رد جلست على الأريكة بملل تنتظر أن ينتهي..
بعد دقائق طويلة صرخ بمرح:
- "هاهو الطعام جاهز لأجمل هانا في العالم ستأكلني أصابعكِ ورائه"

تجاهلت كلامه لتركز على الطبق أمامها وشرعت بالأكل

لاحظ الجبيرة على يدها
-"هانا هل كانت بهذا السوء؟.." يشير إلى يدها

-"اصبت ببعض الكسور في أصابعي."

-"كيف ذلك؟ حينما كنت اعقمها كانت فقط جروح ليست لدرجة الكسور!؟"

جالت بنظراتها في الفراغ متجاهلةً أسئلته

-"ماذا فعلتِ بعدي؟"

-"آلا يمكنك أن تسكت قليلاً"

-"لا لن أسكت قبل أن تخبريني ماذا فعلتِ بعدي"

نظر في أنحاء المنزل لتقع عيناه على بعض من أثار دم على الحائط، لينظر إليها بغضب:
-"كنت تضربني الحائط أيتها المجنونة لماذا فعلتِ ذلك؟ لماذا تؤذيني نفسكِ؟ هل أنتِ بهذا الغباء لتفعلي هذا؟"

-"اسكت، اسكت، لا أتحمل الكلام الزائد!"

-"أنتِ لست بخير أخبريني لماذا تفعلين هذا؟ من أزعجكِ؟"

-"لو أخبرتك ماذا ستفعل له؟"

-"سأحطم وجهه، فقط أخبريني من أزعجكِ؟"

توقفت عن الأكل لترفع بصرها نحوه :
"أزعجني الموت".

.
.
.
.
يتبع🌊🩵...

 My Soul || روحي ✔حيث تعيش القصص. اكتشف الآن