My Soul || روحي ✔

"20"

《 الرسالة الأخيرة 》:

"فَقْط تَذكَرنِي فِي أَكَثرِ أوَقَاتِك انَشِغالاً، تَذكَرنِي وَلوُ باِلصّدَفة، تَذكَرنِي وَلو لَمْ أَخَطُر عَلى بَالِكَ"...♡
.
....
______________

الساعة الخامسة فجرًا

تقف على الشاطىء، تراقب البحر، المكان الذي غرق فيه، هنا حيث كان يحمل عمها جثته هنا حيث تغيرت حياتها
هنا حيث فقدت نصف روحها نصفها الآخر
الحياة كانت قاسية معها وهي في ذلك العمر الصغير.

اغمضت عيناها والنسمات الباردة تداعب وجهها وكأنها تجفف دموعها، وتخبرها بأن لا تستسلم..
نظرت إلى الآفاق البعيدة، إلى تلك النهاية التي لا تعلم أين حدها
لطالما أرادت أن ترى ماخلف ذلك الكم الهائل من المياه!
كانت هي وأخاها يخططان عندما يكبران بأنهما سيشتريان يخت كبير ويبحران به
ولكن البحر أخذه منها!

:

-"أريد أن أعلم بماذا كنت تشعر عندما غرقت، كان يجب علي فعلها في ذلك اليوم ولكنني لم أستطع"
.
.
.........

اتجه إلى منزلها ليجد الباب مفتوحاً أمامه، شعور غريب اجتاحه عند رؤية الباب مفتوح! دلف البيت يبحث عنها، لكن لا أثر لها!
لمح قطها على السرير تقدم إليه ليلاحظ رسالة على السرير، انقبض قلبه عند رؤية ذلك الظرف وكأن هناك شيء يخشاه لو قرأ محتواه!
جلس على طرف السرير يمسكها بين يديه، يخاف أن يفتحها وفي نفس الوقت يريد فتحها..
أخرج تلك الرسالة المخبئة في داخل ذلك الظرف الأبيض
إنه خط يدها والرسالة باسمه:

"اعلم أنك ستأتي للبحث عني أسفة لأنني جرحت مشاعرك..
أحمل هذا العبء على اكتفاي منذ سبع سنين ياجون،
الحمل كان ثقيل لدرجة اخترق قلبي وأحدث فجوة بداخله،
ثم ظهرت أنت وبقلبك الطيب وصبرك عليّ حاولت أن تخيط الفجوة، وكدت تنجح ولكن الأمر كان أكثر من ذلك،
إن الأمر اصعب من كونها فجوة فحسب، بل هو ذلك الحزن الثقيل إنه المأق الذي لا يفارق عيناي، أتعلم بأنه كان سيختفي لو جاءت إلي وطلبت مني مسامحتها ووقفت بجانبي في جنازته، كنت سأصبح بخير كنت سأكون الآن معك، ولكنها لم تفعل!، مما زاد الآلم أضعافاً وأثقل الحِمل أكثر وجعل الحزن ملازمًا لي، أنا لست قوية، لم أستطع التحمل أكثر،
أتعلم بأن أصعب شيء في الحياة أن تكون التراب على جزء منك، جزء مفقود، جزء ميت، جزء كان كلك؟..
ذلك كان أخي تحت التراب، مفقود من حياتي، كان ميتاً،
كان يجب أن أغرق معه لو تجرأت فقط وتخطيت ذلك الحاجز وقفزت خلفه لما تحملت كل هذا الآلم ياجون،
أنا حقاً أسفة لجعلك تتعلق بي أسفة لأنني سأتخلى عنك،
أسفة لأن البحر سيحمل ذنبًا آخر بسببي، أريد منك طلب واحد أن تدفنني مع أخي، يجب أن يحتواينا نفس القبر كما احتوانا نفس البطن، ربما تتسائل أين ستجد جثتي، فقط كن عند البحر وسيقذفني كما فعل مع أخي..
أحبك."