"18"

110 16 4
                                    

بريد الرسائل 💌:

"لَا تُصَدِقْني عِندمَا أُخَبِرُكَ أن تبتعد، بَلّ تَشَبث بِي أكَثرَ ولا تُغَادِر"...♡
.
.....
_______________

في هذا المكان الهادىء لا صوت يعلو على صوت هبوب الرياح في الليالي ديسمبر الباردة

تتقدم بخطوات ثقيلة و الحزن يُعَلِمُ على وجهها و الدموع تتلألأ داخلها عينيها،
تحمل في يدها كعكة صغيرة،
هنا في هذا المكان أشخاص تحت التراب،
أشخاص كانوا يوماً على قيد الحياة.

جلست بجانب قبره، ووضعت الكعكة بجانب اسمه فاشعلت الشمعة
:
"كل عام وأنا لست بخير بدونك،
اليوم أنا وأنت أصبح عمرنا الواحد والعشرون،
أنت تحت التراب بينما أنا فوقها،
أخي إن الوضع لا يحتمل،
تركتني قبل عيد ميلادنا الرابع عشر،
ذهبت قبل ثمانية أيام من موعدنا سويتاً،
ذهبت قبل أن تكمل الثلاثة عشر،
وكأن الوقت توقف في ذلك التاريخ،
أتعلم بأن الجميع في الخارج يحتفلون برأس السنة الجديدة،
بينما أنا هنا أحتفل معك بعيد ميلاد آخر بدونك،
أتعلم من قابلت اليوم؟ لن تصدق كانت أمنا!،
متزوجة من شخص آخر، كيف استطاعت يا أخي كيف؟
يبدو بأن قلبها من حديد يا أخي تركتنا ولم تسأل عنا، حتى في جنازتك يا أخي حتى في جنازتك!،
أتعلم أنني بدأت أنسى ألمي ولكن برؤيتها إنهار كل ما قد بنيته
لقد اعادتني رؤيتها إلى الصفر،
أشعر بأن الوقت قد حان يا أخي، سأكون بجوارك قريباً، وعندها سنحتفل معاً..
أحبك، أختك الكبرى هانا.."

.......

خرجت من المقبرة حيث تركت نصفها الآخر
وصلت منزلها لتجده ملتصق بعتبته بتجمد ينتظر قدومها

ما إن لمحتها عيناه حتى أسرع بخطواته ناحيتها متلهف لرؤيتها
فاحتضنها بقوة، وكأنه يحاول دفنها بداخله ولا يسمح لها بالخروج من أضلعه

تكلم بصوت يملؤه الشوق والخوف عليها:
-"هانا، أين كنتِ؟ لماذا لا تستقبلين مكالماتي طوال الأيام السابقة؟ تكلمي أرجوكِ، انطقي!"

فصلت العناق لنتظر داخل عيناه:
-"لا أريد رؤيتك مرةً أخرى".

قاسية حقاً قاسية، لم يستوعب ما قالته

-"كيف؟ ولماذا لا تريدين رؤيتي؟ أنا هنا أنتظرك منذ الصباح الباكر كي نحتفل بالسنة الجديدة! أتعلمين أنني لم أبرح مكاني ولو دقيقة واحدة خشيت أن تأتي بعدي، لماذا تفعلين هذا ياهانا لماذا أنتِ قاسية معي؟!!"

-"لماذا فعلت ذلك أنا لم أطلب منك"..

صرخ في وجهها بعد أن تلفت أعصابه:
-"أنا أحبكِ ولست بحاجة لأن تطلبي مني أن أهتم بكِ أو أن انتظركِ"

-"أرجوك غادر"

-"كلا لن أغادر أبداً لن أذهب قبل أن أحصل على جوابي."

-"ماذا تريد؟"

-"أريد أن تحبيني فقط"

-"لا مكان للحب في قلبي."

انهت جملتها لتكمل بخطواتها نحو المنزل وتغلق الباب في وجهه..

.
.
.
.
يتبع🌊🩵....

 My Soul || روحي ✔حيث تعيش القصص. اكتشف الآن