"4"

167 26 2
                                    

بريد الرسائل 💌:

"أَدَمنتُكَ، أصَبحَت الْجُرعَة التِي اتَعَاطَاها ولَا يَكَمْلُ يَومُي بِدُونِها"...♡
.
.
.
....
__________________

استيقظت في الثالثة فجرًا تعلم بأن اليوم إجازة ولكنها معتادة على هذ الروتين

انتهت من كل ماتفعله، تقدمت إلى خزانتها الصغيرة أخرجت قميصاً طويل الأكمام و تنورة واسعة تصل حد قدميها.

أمسكت حقيبتها صغيرة وبداخلها ماتحتاجه، وضعت بعض الطعام لقطها واحتضنته قبل مغادرتها

تخطو بهدوء في هذا الشارع الصامت وكأنها قد اختارته بعناية كي ينساب مزاجها، يداعب الهواء الطلق شعرها الأسود الطويل ويجعل خصلات شعرها تتطاير مع ذلك الهواء، بينما ملامح وجهها مخفية إثرالكمامة التي تغطي وجهها

غادرت إلى مكانها المفضل كما هو روتينها في نهاية كل أسبوع، جلست تراقب بزوغ الشمس
أبعدت الكمامة ليلامس الهواء وجهها المتعب، رغم ذبولها إلا أنها تمتلك ملامح جميلة

أنف صغير وخدود شبه ممتلئة، عينان دائريتان، و شفاه وردية

اقتربت من الشجرة لتحتمي بظلها من أشعة الشمس الحارقة، قضت يومها في مكانها كما تفعل في كل إجازة

ودعتها الشمس غائبة أمام عينيها ليحل الظلام بهدوء،
منظر الغروب هو أكبر جائزة تحصل عليها في نهاية يومها الوحداني؛ استقامت من جلوسها وقبل مغادرتها تقرب انفها من زهرتها المفضلة لتستنشق رائحتها

وصلت إلى منزلها سيرًا على الاقدام، و في آوان محاولتها رفس المفاتيح داخل باب المنزل وجدته مفتوحاً قبلاً!

تنهدت بقلقٍ انتشر في أعضاء جسدها، لمحت عصا طويلة اقتربت منها وامسكتها بكلتا يديها مستعدة لتبرح ذلك اللص درسًا لن ينساه

فتحت الباب ببطء، سمعت صوت يصدر من المطبخ، اتجهت نحوه بتسلل، رفعت العصا في الهواء لتضرب الذي أمامها قبل أن يلتفت ناحيتها
ما إن رأت وجهه وملامحه التي اشتاقت لها سقطت العصا من يدها

فتح ذراعيه ليستقبل حضنها ركضت ناحيته واحتضنته بكل قوتها؛
بدأت تشهق بسبب بكائها المكتوم؛ تتسرب الدموع تدريجيًا على وجهها المتعب

بينما الآخر يرتب على ظهرها ويمسح بيده الكبيرة على شعرها؛ فصل العناق لينظر إلى ملامحها الذابلة؛ مسح بكفيه الدموع من وجنتيها

-"لا أريد أن أرى هذه الدموع مرةً أخرى يا أغلى ما أملك"

وأخيرًا قليلة الكلام تنطق:
-"اشتقت لك عمي لماذا غبت كل هذه المدة؟، لماذا تتركني في كل مرة ولا تأتي إلا بعد مدة طويلة"
تكلمت بعتاب

-"وأنا اشتقت لكِ أكثر، ولكن ظروف العمل لا تساعدني يابنتي أكره تركك هنا ولكنني مجبر على ذلك ولكن أعدك سأتي إلى هنا في كل يوم إجازة لكي نذهب معاً حيث تريدين"

أكملت عناقه ليرتب على كتفها و ليطمئنها بأنه موجود

-"هيا يكفيكِ بكاءاً أنا هنا، انظري ماذا اعددت لكِ"

ترتسم ابتسامة على ثغرها منذ مدة بعد رؤية وجبتها المفضلة تشعر بالسعادة لقرب عمها فهو الوحيد الذي يهتم لأمرها بعد كل ماعانته طول السبع السنين الماضية، ساندها عندما تخلى الجميع عنها

-"عمي"

-"نعم ابنتي؟!"

-"اشتقت له كثيراً، أكره يومي بدونه ياعمي لا أدري لماذا الحياة سلبت مني أغلى ما أملك، لماذا الحياة مصرة على جعلي أتألم كل يوم لغيابه لماذا عمي لماذا.."

تخرج شهقاتها مع كل كلمة تطلق سراحها من ثغرها
لتبدأ بنوبة بكاء تفطر الفوائد على نحيبها المؤلم..

-" تعلمين جيداً بأنه لا يريدكِ أن تكوني حزينة هكذا، يريدكِ قوية، شجاعة، وسعيدة."

-" لا أستطيع أن أكون كل ذلك بدون أخي"..

.
.
.
.
.
يتبع🌊🩵...

 My Soul || روحي ✔حيث تعيش القصص. اكتشف الآن