#تزييف
في أوان لا حدود له من الزمن ..لا يطيب لنا نعته بالزمن..قد يكون أوانا توقفت فيه عقارب الساعات عن الدوران..بعد أن أمضت قرونا في الحياة سائرة تمرر الدقائق الى الشهور والأعوام..سارت بالأرواح والأنفس..أمضت عقودا على البلدان والأمم..خطت بالوقت على التاريخ الطويل الحافل..وكتبت بالدماء أسطرا وأشعارا مديدة.
* ان البشرية..تلك الأمة العظيمة الضخمة التي تملكت الأرض لقرون وقرون..واحتلت ثرواتها وكنوزها لملايير الأزمنة قد آنت لحظة فنائها الأبدي..آنت لحظة الدمار الجماعي الشامل..بعد أن استنفذت المصالح والمنافع والأرباح واستهلكت الثروات والهبات ..
** انتهى المآل بالمخلوق البشري يلتهم أخاه بوحشية فقط ليبقى على قيد الحياة..صار ينبش القبور في جوع يقض جسده ليجد قطعة عضو أو حتى عظم متآكل ينهش منه ويعظه..هذا الكوكب صار صورة من الأراضي الملآى بالجثث الميتة وبقايا متعفنة لأجساد مخلوقات كانت تعيش على ظهره تسمى بالبشر.
حتى الوقت حينها لم يعد له قيمة أو وجود..ان المعادلات الفلكية لا يمكن حسابها على المجرى الزمني الذي آل اليه الدمار والفناء وكل ما بقي قلة قليلة من المخلوقات تهاجم بعضها بعضا متصارعة على النفس الأخير الذي بقي للحياة على هذا الكوكب.
بتدوير عجلات زمن تالف..يمكننا في ضعف أن نعود الى الوراء لنسمع ونرى ونعيش مأساة الدمار البشري وتفاصيل الانقراض البشع لفصيلتهم التي صارت بقاياها وحوشا بهيمية.
** في زمن تداعت فيه جميع جوانب الحياة الانسانية...اندثرت كل معاني التعايش والسلام..صارا المنافع هي الأولى في جميع القرارات..وصارت شهوة الانسان متربعة على عرش تفكيره ووعيه.
** أصبحت الجرائم مشروعة بمبررات شهوانية محظة..والدول صارت حلبات صراع على الربح ..والرؤساء أضحوا مجرد بيادق على رقعة الموت الدامية..والسلاح صار موجودا في العلن ..
الصغار صاروا يلعبون بأدوات القتل والتدمير..ازهاق الأرواح أضحى لعبة العصر..والعبث بقدسية الانسان صارت شيئا مألوفا ومقبولا..
المرأة جعلت رمزا للشهوة المجردة المقدسة ووضعت بين الممتلكات والسلع تتداول بأرخص الأثمان تحت أقدام الملوك..الخمور صارت مشروب الكون الإلاهي ..والملاهي وأوكار المجون صارت مدارس مقننة..
أنت تقرأ
Dance to the symphony of the dead
Korkuمآل نهاية محتومة..ليس بالقدر..بل بسبل البشري الخبيثة..نهاية مصورة في كتب الشياطين ومكتوبة بالدماء على السيوف الجاحدة..خاتمة أليمة حولت أرباب العقول الى وحوش مرعبة..على المسرح الدموي تعزف سيمفونية الموت ..ترقص عليها جثث مشوهة ببقايا رغبات بشرية طاعنة...