.وعدتك أن لا أحبك..ثم أمام القرار الكبير، جبنت
وعدتك أن لا أعود...
وعدت...
وأن لا أموت اشتياقاً
ومت..
وعدتك..أن لا أبالي بشعرك حين يمر أمامي
وحين تدفق كالليل فوق الرصيف..
صرخت..
وعدتك..أن أتجاهل عينيك ، مهما دعاني الحنين
وحين رأيتهما تمطران نجوماً...
شهقت...
وعدتك..أن لا أوجه أي رسالة حبٍ إليك..
ولكنني رغم أنفي كتبت
-نزار قباني-
------------------------------------------
أحياناً تُفاجئنا الحياة بأحداث اعتقدنا أنها من المحال أن تصير، مواقف لم ولن نتمنى يوماً أن نواجهها، كان منظراً مُتلفاً للأعصاب، دماءٌ سائلة على أرضية الغرفة، ذلك الموس الحاد الملطخ بالدماء ملقى على الأرض إلى جانب تلك الغارقة في دماءها، هذا ما كانت تتذكره "ود" بينما شقيقتها داخل غرفة المستشفى وبجانبها والدتها التي انهارت من البكاء بينما "مسك" تحاول طمئنتها، كانت "ود" تذرف الدموع بصمت من هول تلك الصدمة حتى أتاها ذلك الصغير ذو الخمس أعوام..(عديّ) ابن أختها، وقف أمامها متحدثاً:
«هو انتم بتعيطوا ليه كلكم؟ ونغم فين؟»نظرت له "ود" بحنان ثم احتضنته بشدة بينما كانت تزداد عِبراتها وحدثته:
«ادعيلها يا عدي، انتَ دعوتك مُستجابة يا حبيبي»ابتعد "عديّ" ثم نظر لها وتحدث ببراءة:
«نغم كانت قايلالي إنها هتيجي تلعب معايا، أنا اتصلت بيها على تليفون ماما امبارح وقالتلي كده، وقالتلي كمان إنها بتحبني أوي»لم تستطع "ود" التحمّل فوضعت وجهها بين كفيها وازدادت شهقاتها، كانت تحمل نفسها عواقب ما حدث، فكيف تغافلت عن شقيقتها المتبدل حالها منذ الصباح؟ قطع أفكارها احتضان الصغير لها وهو يردف:
«متعيطيش عشان أنا كمان هعيط كده»في تلك الأثناء وصلت كلاً من "غادة" و "فاطمة" وأولادهم، كاد الجميع أن يقتلهم خوفهم على صغيرة العائلة "نغم"، حتى خرج الطبيب من الغرفة متحدثاً:
«اطمنوا هي بخير قدرنا نلحقها في الوقت المناسب، اتنقلت لأوضة عادية بس ياريت بلاش زحمة كتير عندها لأنها لسه تحت الملاحظة، كفاية شخص واحد يدخلها»هتفت "ود":
«أنا هدخلها»وبالفعل دلفت إلى غرفة شقيقتها وجلست على ذلك الكرسي بجانب السرير، نظرت إلى شقيقتها بحزن بينما تحدثت "نغم" بهمس متقطع ظهر فيه تعبها جلياً:
«و.. ود»أمسكت بيدها قائلة بنبرة حانية:
«متتكلميش يا حبيبتي انتِ تعبانة»تذكرت "نغم" ما دفعها لمحاولة الانتحار، نظرت لشقيقتها ثم حدثتها بنبرة متألمة:
«ليه مسبتونيش أموت؟»
![](https://img.wattpad.com/cover/351150717-288-k302941.jpg)
أنت تقرأ
هُنا تلاقَينا(غير مكتملة)
Romanceسكنها وملجأها، مُخلِّصها من شقائها، فرّت إليه من ماضيها وحياتها المغلفّة بالظلام. حيث لا قواعد، فقط الشر هو من يقود زمام الأمور، ولكن أذلك الشر أبدي؟ أم أنه هناك شعاع خير آتٍ لينير تلك العتمة؟ على كل حال فإن كان -هو- صاحب ذلك الشعاع فلن ينير تلك...