الفصل التاسع(رهينة)

98 7 7
                                    

بسم اللـه الرحمـن الرحيـم

الغلاف الجديد حلو؟

«««««««««««««««««««««

فسارق الزهر مذموم ومحتقر

وسارق الحقل يدعى الباسل الخطر

وقاتل الجسم مقتول بفعلته

وقاتل الروح لا تدري به البشر

-زهير بن أبي سلمى

يقود سيارته وهي تجلس بالمقعد المجاور له تتطاير خصلاتها السوداء التي اختلطت بها بعض الخصل الحمراء، تتمايل على ألحان تلك الأغنية وهي تمسك بمرآة صغيرة لتقوم بتعديل أحمر شفاهها .. كان ينظر لها كل تارة يتأملها ويتأمل روحها المرحة النقية-بالنسبة له على الأقل-، نظرت له تراه يراقبها لتقول:
-بص قدامك بقا عشان منتقلبش بالعربية.

لم تزُل ابتسامة "نادر" وهو يعود بنظره إلى الطريق أمامه، شعر باضطراب كبير في مشاعره .. صحيح أنها ليست أول فتاة يعرفها ولكن كانت "دولت" بالنسبة له غيرهنّ! لا يعلم السبب بالتحديد ولكنه شعر بشيء ما مختلف معها .. ذلك الشعور الذي كاد ينساه بعد فقدانه لحبه الأول.
تحدثت لتكسر ذلك الصمت:
-طب بقولك هو فاضل كتير ونوصل؟ انتَ قُلت إن المكان مش بعيد.

-لا ما هو بعيد بس أنا اللي كنت بحوّر.

رفعت إحدى حاجبيها تتساءل:
-ويا ترى بتحور ليه بقا؟

-عشان نلف شوية سوا، نتكلم ناكل حاجة كده يعني.

قالها وقد راوده صوت مزعج داخل عقله يخبره بأن يصارحها بحقيقة مشاعره، ولكنّ جزءًا آخر داخله ما زال يرفض .. لن يخون حبها الذي لا تدري هي بوجوده من الأساس، صحيح أنه حاول تجاوز فقدها بالدخول في علاقات مع نساء أخريات بل وكان يحدثهن بكلمات الغزل والحب لكنها-عكس تلك المرة- كانت كلمات بلا روح، مجرد أحرف تنطلق من لسانه ولا تنبع من قلبه.
جاء ردها بمثابة منقذ له من صراعه الذي يدور بداخله، صراع بين القلب والعقل وما أدراك بهذا الصراع:
-تمام اشطا، ناكل ايه؟

-انتِ حابة تاكلي ايه؟

حركت كتفيها لأعلى تقول:
-معرفش اختار انتَ عشان ذوقك في أي حاجة عمومًا بيبقى حلو.

ابتسم وقال:
-خلاص يبقى بيتزا .. فيه مطعم هنقابله في طريقنا.

-تمام.
بعد بضع دقائق من القيادة في ذلك الطريق الخالي نسبيًا تفاجأ بجذع شجرة يعترض طريقه، قال وقد أصيب بالارتباك:
-أنا هنزل أشوف ايه ده.

بينما هي زاد قلقها، ذلك لم يكن ضمن الخطة بل يبدو أنها مكيدة لبعض قطاع الطرق ليس إلا .. قالت بخوف:
-بلاش يا نادر، أنا مش مطمنة.

قال وهو يقوم بالنزول من السيارة:
-متقلقيش هشوف لو اقدر ابعدها بس.

أغلق الباب وما إن اقترب ناحية ذلك الجذع حتى وجد ثلاثة رجال ملثمين يحملون السلاح، اضطرب نادر واستمع إلى رئيسهم يقول بتهديد يرفع السلاح ناحيته:
-اطلع باللي معاك. 

هُنا تلاقَينا(غير مكتملة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن