الحادي عشر (ليلة مَبِيت)

66 5 0
                                    

بـسم اللـه الرحمـن الرحيـم

»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»

مَنْ لي سِواك؟!.. ومَنْ سِواك يَرى قلبي؟!

ويسمَعُه كُلُ الخَلائِق ظِلٌ في يَدِ الصَمدِ..

أدعوكَ يَا ربّ فأغفر ذلَّتي كَرم..

وأجعَل شَفيعَ دُعائي حُسنَ مُعْتَقدي

وأنظُرْ لحالي.. في خَوفٍ وفي طَمعٍ..

هَلّ يَرحمُ العَبد بَعْدَ الله من أحدٍ؟

"النقشبندي رحمه الله"

لطالما تسببت الحروب في مصرع ملايين بل مليارات البشر، الجاني منهم والبريء، الظالم والمظلوم، وكون الحرب سببًا في انتزاع أرواح بريئة من أجساد أصحابها هو أمر غني عن الذِكر..

ولكن ما نسهو دومًا عن ذكره، هو قلوبٌ سقطت صريعة لسيف الهوى الذي غُرس فيها بلا رحمة، سيف واحد فقط تمكن من جعل أجساد تعيش بلا روح..

وقاتل الجسم مقتول بفعلته

وقاتل الروح لا تدري به البشر

عجيب أمر الحب والحرب، رغم أن الفارق هو حرفٌ واحد، لكن إن سقط الحرف قامت حرب بين القلوب، حرب لا هدنة فيها ولا سلام، اما النصر واما أن تحيا كالمهزوم..

هكذا اشتعلت تلك الحرب بينهما، لم يكن أسامة في وضع يسمح له بالشجار مع ذلك الواقف أمامه، خاصة بعد أن تمت سرقة هاتفه والأوراق الخاصة به، بالإضافة إلى أنه استقبل رسالة من وصال تخبره فيها أن عليهما الانفصال، حاول الوصول لها حينها لكنها أغلقت هاتفها تاركة إياه يشتعل، بالطبع ليس اشتعالًا لقهره على فراقها بل لقهره على ما خطط له لمدة كبيرة..

-الباشمهندس بنفسه؟؟ وأنا أقول البار منور ليه؟؟؟

توقف أسامة أمام نادر واضعًا يده في جيبه ثم ضيق عيونه وهو يقول:
-ايه اللي جايبك هنا؟؟

- متأخذنيش مكنتش أعرف إنه ممنوع لعامة الشعب اللي زيي يدخلوا هنا يا أسامة باشا اعذرني.

قالها بسخرية لتنمو بسمة جانبية على ثغر أسامة ويتابع نادر حديثه:
-بس ايه ده شكلك سكران انتَ كمان ولا ايه؟ ايه مش كنت بتحاول تعمل فيها ملاك عشان خاطرها؟؟؟

أنهى حديثه بسخط شديد وبنظرات كادت تفتك بالواقف أمامه، نفى أسامة بإيماءة صغيرة وهو يقول بنبرة نجحت في استفزاز الآخر:
-لا بالعكس أنا فايق جدًا، فايق وعارف إنك هترجع تفرك زي زمان.. بس انسى يا حبيبي.

جذبه نادر من تلابيب قميصه وهو يرمقه بتحدي:
-مش هنسى يا أسامة، وأنا فوقتلك دلوقت وجوازك منها بموتي.

لم يحرك الآخر ساكنًا بل فقط ظل يرمقه بنفس النظرات الباردة:
-يبقى جهز كفنك، عشان هتجوزها بردو.. حتى لو هي وأخوها مش عايزين بردو هتجوزها.

هُنا تلاقَينا(غير مكتملة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن