19- زواجٌ مُفاجئ

35 2 0
                                    

بـسم اللـه الرحمـن الرحيـم

»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»

كن سائرا في ذا الزمان بسيره

وعن الورى كن راهبا في ديره

واغسل يديك من الزمان وأهله

واحذر مودتهم تنل من خيره

-الشافعي رحمه الله

_____________________________

للبعض؛ قد يكون شروق الشمس دلالة على بداية جديدة، أمل جديد، فرصة جديدة ... لكن للبعض الآخر حيث لا يعلم أحد ما تخلفه تلك اللفحات الساخنة خلفها من أحداث ومتاعب؛ تكون تلك الأشعة المنبعثة من الأعلى إنذارًا بالمزيد من البؤس.

وقد كان هو من ذلك البعض الآخر، حديث عمته ليلة أمس، تلعثمها أثناء سردها ما حدث، كل ذلك تلاعب على أوتار ثباته بشدة ..

كان يحيى مستلقيًا على ظهره يتأمل السقف، وهو يغوض في حديثها ليلة أمس ..

"قتلته .. قتلته بإيدي يا كريم ... أنا معرفش حصله ايه بعدها أنا .. أنا جريت بسرعة، وفي الآخر رجلي جابتني هنا .. "

يتذكر ملامح كل من حضر تلك الجلسة، فاطمة المذعورة والهلِعة، وصال التي كانت تستمع بعدم تصديق، كريم الذي لم يكترث لما حلّ بأسامة، بل أخذ يربط بين جميع الأحداث خاصةً بعدما سرد له يحيى كل شيء علمه مؤخرًا بشأن المصنع.

تأفف بضيق وهو ينفض كل تلك الأفكار عن رأسه، فإن كان أسامة قد قُتل كما تزعم عمته إذًا فليذهب للجحيم، وإن كان على قيد الحياة فهذا ليس وقته الآن، فهناك أشياء تشغله أهم من ذلك.

نهض من فراشه وقرر قبل أن يقوم بأي شيء أن يطمأن على زوجته، فهي قد ذهبت إلى منزل خالتها صابرين بعدما استأذنت والدها بالبقاء، فعلى أي حال يجب عليها أن تعود إلى جامعتها من جديد.

التقط يحيى هاتفه ثم قام بطلب رقمها ووضع الهاتف على المنضدة بجانب سريره وفتح مكبر الصوت، ثم تركه واتجه إلى خزانته كي يقوم بتبديل ملابسه.

وعلى الجهة الأخرى كانت ود تغط في نوم عميق بعد الأحداث المتوالية بالأمس، بالإضافة إلى أنها كانت بحاجة إلى النوم كي تستيقظ من أجل جامعتها، صدح صوت الهاتف جوارها مما جعلها تتململ في فراشها بضيق ثم استدرات نحو الجهة الأخرى غير آبهة برنين هاتفها.

بمجرد أن فرغ من ارتداء ملابسه وجد أنها لم تُجِب على مكالمته، عاود الاتصال بها وهو يضع الهاتف على أذنه، انتظر قليلًا حتى أتاه صوتها الناعس:
- عايز ايه عالصبح ؟؟

هُنا تلاقَينا "قيد الكتابة والتعديل" حيث تعيش القصص. اكتشف الآن