17- سِرٌّ وثأرٌ قديم

24 2 0
                                    

بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم

»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»

الانتظار يميت القلوب بالتدريج، كيعقوب _عليه السلام_عند فقدانه ليوسف، غلبه المشيب، وراح البصر حزنًا، لتمر عليه السنون وهو لا يدري كيف حاله ..

تلبث منتظرًا أي علامة أو إشارة، لكن لا شيء .. كمشرد على قارعة الطريق ينتظر رزقه ولا يعلم إن كان انتظاره ذا فائدة أم لا.

وهي؟ هي باتت لا تطيق الصبر، ثلاث ليالٍ مرت عليهم كالجحيم ولا أحد يعلم ما حدث له، كأنه مقدر لها أنها عندما تحصل على السكينة والأمان، تفقدهما على الفور، كأنك دعوت طفلًا كي تعطيه الحلوى وبمجرد أن أخذها وجدك تنتشلها من بين أنامله، قبل حتى أن يتذوقها ..

والآن صباح آخر قد جاء وهي لا تستطيع أن تحظى بنومة هانئة، وكيف تغمض عينيها وقلبها يحترق خوفًا؟ لا تعلم ما هو الآتي ولكن ما تعلمه أنه لن يسرها على الإطلاق.

الطيور تغرد وأشعة الشمس تتسلل ببطء على أرضية الغرفة، وهي مسطحة على ظهرها تحدق بالسقف، لا تصدر منها أي حركة فقط تتذكر تلك الليلة المأساوية، الليلة التي شهدت بها اختطافه، وحتى الآن لم يتمكن أحد من العثور عليه.

-ود .. ود صحيتي؟

قالتها نغم التي دلفت إلى الغرفة توًا تجيب الأخرى دون أن توجه نظرها إليها:
-أنا منمتش عشان أصحى يا نغم.

قلبها يؤلمها على شقيقتها بشدة، ولكنها لم تملك في يدها سوى أن تحاول التخفيف عنها ببعض الكلمات، حتى وإن كانت تلك الكلمات بالنسبة إليها لا معنى لها في حالة كحالة ود:
-يا ود يا حبيبتي مينفعش اللي بتعمليه في نفسك ده، انتِ خسيتي خالص .. وبعدين هما مش عملوا بلاغ في القسم وقالوا إنهم بيعملوا تحرياتهم وبيدوروا عليه؟ يبقى إن شاء الله هيوصلوله.

اعتدلت ود في فراشها لتبصر شقيقتها أعينها الحمراء:
-لو كان الموضوع بالسهولة دي مكناش هنفضل كل ده لا حس ولا خبر عنه، أنا خايفة عليه أوي يا نغم ..

ضمت نغم شفتيها بحزن واقتربت تجذب ود إلى أحضانها وتربت على ظهرها بحنان:
-خلي عندك إيمان بقدرة ربنا، هيرجع يا حبيبتي بس انتِ متعمليش كده في نفسك عشان خاطري.

تساقطت دموعها دون حديث، فقط تبادل شقيقتها العناق تضمها بقوة، كأنها كانت تنتظر أن تجد أحدهم أمامها كي ترتمي في أحضانه وتترك العنان لعبراتها كي تتسابق على وجهها.

-وبعدين ما انتِ سبق واتخطفتي ورجعوكي في نفس اليوم من غير حتى بوليس ولا حاجة، أكيد وضعه مش هيختلف كتير عن وضعك.

-أيوة يا نغم بس .... ثواني كده !

جعدت جبينها وابتعدت عن شقيقتها بينما نغم نظرت لها بريبة وتساؤل، والأخرى قالت بعدما بدأت في تنشيط جميع خلايا عقلها:
-أنا كنت مخطوفة ..

هُنا تلاقَينا "قيد الكتابة والتعديل" حيث تعيش القصص. اكتشف الآن